بحرا ً وجوا ً.. أمريكا تتجرع الهزائم الماحقة
على امتداد الجغرافيا اليمنية الواسعة بتضاريسها المختلفة والمترامية الأطراف في البر والبحر تواصل قواتنا المسلحة مهامها الدفاعية لحماية السيادة الوطنية بيقظة وجاهزية قتالية وفنية عالية
إلى جانب المهام والعمليات القتالية التي تخوضها في المعركة الشاملة اسنادا ودعما للمقاومة الباسلة في قطاع غزة. كل هذه العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة بمختلف صنوفها وتخصصاتها في القوات البرية والبحرية والجوية تجسد المستوى المتقدم الذي وصلت اليه قواتنا في مرحلة استثنائية وصعبة من تاريخ شعبنا وفي ظل استمرار العدوان والحصار لما يقارب العقد من الزمن.. إلا أن كل هذه الصعوبات التي فرضتها الحروب العدوانية على بلدنا مثلت فرصة لاكتساب المهارات وتطوير الخبرات والقدرات العسكرية في المجالات المختلفة مما جعل من القوات المسلحة تطوع المستحيل لتواكب التطورات الحديثة في فنون الحرب والتكتيك القتالي بصورة مختلفة جعل من هذه القوة الناشئة مدرسة حربية وأكاديمية عسكرية جديدة بما اضافته من دورس و تجارب وخبرات قتالية في إدارة المعركة الحديثة المشتركة, بشكل جعل آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا العسكرية سواء في إصابة الأهداف أو الرصد والتتبع الذي تقوم به القوى المعادية بواسطة أسلحتها تقع صيدا سهلا بأيدي قواتنا المسلحة.
ناصر الخذري
تظل قوة الايمان الإرادة والعزيمة التي يتحلى بها المرابطون في مختلف وحدات القوات المسلحة هي المرتكز الرئيسي لتحريك الطاقات والإبداع في مختلف المجالات ومنها تطوير القدرات والتحوير والتطوير والتصنيع الحربي وتوسيع مجالات الرصد والتتبع للهجمات المعادية ومنها ما يتعلق بالاختراق الجوي المعادي لسماء اليمن بطائرات متعددة ومختلفة من بينها الطائرة الأمريكية من طراز ( MQ9) الى جانب فرز ومعرفة نوع ووجهة كل سفينة تمر عبر المياه الإقليمية اليمنية والدولية.. هذا التطور في مجال الاستطلاع الواسع الميداني والالكتروني العسكري مكن القوات المسلحة من إصابة الأهداف المعادية بدقة عالية في المسطحات المائية والمضائق التي تمر خلال بشكل يومي مئات السفن التجارية الى جانب حظر الجو الى جانب البحر امام الأعداء بشكل تام.
الثانية خلالها 18 يوما
بالنظر الى المستوى العالي من الرصد وجمع المعلومات والقدرات العالية في إصابة أهدافها للطائرة الأمريكية من نوع ( MQ9 ) والتي تقدر قيمتها بـ 30 مليون دولار إلا أن اسقاط القوات الجوية اليمنية لهذه الطائرة التي تعد الثانية من نوعها خلال 18 يوما والرابعة منذ نوفمبر الماضي جعل كثيراً من المتابعين والمحللين العسكريين يقفون بذهول أمام التفوق العسكري للدفاعات الجوية اليمنية والتقنيات التي ترصد حركة الطائرات المعادية في سماء اليمن وتسقطها وتتبع مسار السفن المحظورة في المياه اليمنية والدولية وتمنعها وتصيبها أيضا على الرغم من فارق القدرات في التسليح مقارنة بالقوى المعادية التي توصف بالعظمى ( أمريكا ) الى جانب بقية الدول المنضوية في التحالف الأمريكي مثل بريطانيا وألمانيا وغيرها..
كلفة عالية وعدد محدود
اسقاط 4 طائرات أمريكية من نوع ( MQ9 ) يعد ضربة قاصمة للقوات الجوية الامريكية نظرا لما لخصوصية هذا النوع من الطائرات الذي تمتلك منها أمريكا 28 طائرة فقط والتي تبلغ قيمة الواحدة منها 30 مليون دولار وتسعى القوات الجوية الامريكية الى زيادة عددها إلى نحو 90 طائرة خلال السنوات القادمة. كما يعمل في سلاح الطيران الأمريكي نحو 200 طائرة بدون طيار من نوع "Predator"
وتستخدم طائرة ( MQ-9 Reaper ) بالدرجة الأولى لجمع المعلومات وتنفيذ عمليات الاغتيالات التي سبق ان نفذت بواسطتها اغتيالات لقادة عسكريين ومدنيين في عدد من الدول مثل العراق وأفغانستان وغيرها الى جانب استخدامها ضد أهداف متحركة عالية القيمة وحساسة، نظرا لأنظمة أسلحتها وقدرتها على مراقبة المنطقة لفترة طويلة من الزمن.
ولذلك فإن هذه الطائرة قادرة على المراقبة للأهداف وضربها وهذه الاستخدامات المزدوجة أكسبتها لقب "الصياد القاتل" في الدوائر العسكرية الأمريكية.
صواريخ موجهة
في العام 2000 م قامت شركة جنيرال أتوميكس بتطوير طائرتها بدون طيار من نوع "MQ-1 Reaper" لتصبح "MQ-9 Reaper"، وهي أكبر وأشد قدرة على حمل القذائف، يحركها محرك توربو قدرته 900 حصان (670 كيلووات). ويبلغ وزن الطائرة نحو 5 طن وتستطيع حمل صواريخ موجهة وقنابل بوزن 7و1 طن، وهي تعمل على مدى 3000 كيلومتر.
هزائم متتالية
نظرا لأهمية هذا النوع من الطائرات الاستطلاعية والقتالية في آن واحد والخسائر التي منيت بها القوات الجوية الامريكية بإسقاط 4 طائرات من ( MQ-9 Reaper ) في اليمن خلال 7 أشهر فقط جعل من الأمريكيين يتجرعون الهزائم المتوالية على ايدي القوات المسلحة اليمنية في البحر وفي الجو بشكل اكد هشاشة وضعف القوات الأمريكية التي تتباهى بقدراتها وتقنياتها وجعلت كثيراً من الدول تنفق مليارات الدولارات لشراء أنظمة دفاعية أمريكية مثل ثاد وباتريوت وغيرها من الأسلحة والطائرات الأمريكية ولكن الهزيمة المدوية لأحدث الأسلحة الامريكية جعلتها تخسر سمعتها وهيبتها بشكل واسع.
ابعاد ودلالات هامة
من خلال المعركة البحرية المعقدة والواسعة التي تخوضها قواتنا المسلحة في مراحلها المتتالية عبر مراحل التصعيد المعلنة التي بدأت من المرحلة الأولى عقب عمليات السابع من أكتوبر وصولا الى المرحلة الرابعة من التصعيد التي دخلت حيز التنفيذ منتصف الشهر الجاري بضرب الأهداف المعادية وحركة السفن الصهيونية والمرتبطة بالعدو الصهيوني في المسطحات المائية المحظورة من المحيط الهندي الى البحر المتوسط الى جانب اسقاط الطائرات المعادية ذات المستوى المتقدم في رصد واصابة الأهداف الثابتة والمتحركة بدقة عالية.. نقرأ أبعاداً ودلالات هامة لهذا التطور اللافت الذي وصلت اليه القوات المسلحة منها :
ان اليمن بات يمتلك قوات مسلحة قادرة على حماية السيادة الوطنية في البر والبحر والجو وإمكانات وتفوق عسكري وتقني يتجاوز الحدود بمديات تصل لأكثر من 2500 كم
ظهور القوات المسلحة بهذا المستوى المتقدم من خوض المعارك المزدوجة في المعركتين البحرية والجوية جعل الدول المعادية تعيد حساباتها وتتوخى الحذر من أي تصعيد عدائي على بلدنا.
أن اليمن بات له حضور واسع على المستويين الإقليمي والعالمي بثقل عسكري كبير جعل منه رقما صعبا ولا مجال أمام المتربصين بالوحدة الوطنية والشعب إلا الانخراط في الحوار بدلا من المراهنة على المرتزقة الذين سبق ان فشلت مساعيهم خلال 9 سنوات من القتال والمواجهة مع القوات المسلحة.
القوات المسلحة بما وصلت اليه تعد المرتكز الرئيسي للأمن والاستقرار وبناء الدولة وإيجاد المناخ الملائم للنمو الاقتصادي والاستثمار وجذب رؤوس الأموال.
القدرات الدفاعية اليمنية المتنامية تعد إحدى الركائز الأساسية للأمن القومي العربي بما تنفذه من عمليات ضد العدو الأول للأمتين العربية والإسلامية والمتمثل في الصهاينة وحلفائهم في البيت الأبيض.
لا مجال أمام بقية القوى الأجنبية المتواجدة في المناطق المحتلة إلا أن تأخذ عصاها وترحل مبكرا من أراضينا وما على المخدوعين إلا التوبة والعودة الى الصف الوطني القوي واليمن الكبير الذي يتسع لكافة أبنائه
التجربة الفاشلة والهزيمة التي منيت بها القوى المعادية خلال ما يقارب العقد من الزمن لا يمكنها ان تحقق أي من أهدافها في أي محاولة أو مغامرة للتصعيد قد تقدم عليها تحت الضغط والإملاءات للإمبريالية والقوى الرجعية.
تطور القدرات الدفاعية للجمهورية اليمنية يعد مصدر فخر لكل أبناء الوطن والأمتين العربية والإسلامية خاصة في ظل تكالب الأعداء وتوحدهم ضد قضية العرب المركزية ( فلسطين ).
كسر الغطرسة الامريكية
خلال عقود من الزمن ظل أغلب قادة الأنظمة العربية ولا يزالون في رهبة وخوف حتى من قول (لا) لأمريكا وليس مقاطعتها اقتصاديا أو سياسيا أو الدخول معها في مواجهة عسكرية دفاعا عن النفس وفي اطار المسؤولية الدينية لنصرة المسجد الأقصى المبارك الذي يدنس بواسطة المستوطنين الصهاينة بدعم مباشر من قبل أمريكا الى جانب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مذابح مروعة منذ نكبة 48 م وحتى اليوم الذي تباد فيه الإنسانية في قطاع غزة.
ولم يكن في مخيلة أمريكا والدول المنجرة دوما في الذيل الأمريكي أن اليمن بقواته المسلحة الفتية التي لم تخرج بعد من تداعيات تحالف العدوان الذي مولته وشاركته في أمريكا الى جانب النظامين السعودي والاماراتي بمشاركة واسعة لمرتزقة الداخل والخارج سيقف بهذا العنفوان والزخم العسكري المستمر في الدفاع عن فلسطين بالتصدي بشكل مباشر لأمريكا التي حركت حاملات الطائرات والسفن الحربية المتعددة الى مياه البحر الأحمر لغرض تأمين مرور الملاحة الإسرائيلية, ولكن ما لم يكن في الحسبان هو الرد والموقف العسكري الحازم والمتواصل ضد أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وجعل قواتها تحت مرمى النيران للصواريخ والمسيرات اليمنية التي نجحت بالفعل في كسر هيبة القوات البحرية والجوية الأمريكية بشكل غير مسبوق ولم تعهده أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية, هذا الثبات والصمود ومواصلة الاسناد العسكري للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة رغم أساليب الترهيب والترغيب وصولا لشن غارات جوية أمريكية على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات لم تثن القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا والشعب اليمني عن مواصلة الاسناد لقطاع غزة بشكل واضح وفي اطار الموقف المعلن ان هذه العمليات لن تتوقف حتى يتوقف العدوان والحصار الصهيوني الظالم على سكان قطاع غزة.
وعن هذا الموقف الشجاع لليمن وقواته المسلحة الذي حظي بتفاعل كبير على المستويين الإقليمي والعالمي وجعل من اليمن حديث الساعة لدوره الفاعل في اسناد الشعب الفلسطيني أمام حرب الإبادة الصهيونية والمشاركة المستمرة من قبل البيت الأبيض, وفي هذا السياق اعتبرت صحيفة تلغراف البريطانية في تقرير لها أن "القوات اليمنية تتعامل مع البحر الأحمر على أنه “ميدان رماية خاص بها” منذ تشرين الثاني/نوفمبر، فقد هاجمت السفن الأميركية أكثر من 100 مرة منذ ذلك التاريخ دعماً لفلسطين، وكان اليمنيون واضحين تماماً طوال الوقت: “ستستمر الهجمات في البحر الأحمر طالما استمرت إسرائيل في حربها على غزة”.
وبين الفنية والأخرى تفاجئ القوات المسلحة اليمنية الاحتلال الأمريكي والصهيوني بضربات اشد فتكا بقواتها وسفنها في النطاق الجغرافي المحظور على الملاحة الصهيونية والسفن المرتبطة بها من أي جهة كانت وفي أي مكان تطاله القدرات الدفاعية للقوات المسلحة, خاصة بعد تطور وتسارع عمليات التصعيد وما ستتضمنه المرحلة الرابعة من التصعيد في منطقة البحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر واجهة الاحتلال الصهيوني الى العالم بنسبة تصل الى 90 % هذا جانب والجانب الآخر أن إشارة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بالبدء في التفكير في المرحلتين الرابعة والخامسة من التصعيد يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن القدرات الدفاعية قد تتجاوز ما بعد الأراضي الفلسطينية المحتلة, وهذا القول يتبعه الفعل قطعا وهناك تجارب اثبتت ذلك.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد أشار في خطابه التعبوي الأسبوعي بأن القوات المسلحة قد دشنت أولى عملياتها باستهداف سفينتين احداهما أمريكية والأخرى إسرائيلية في البحر المتوسط تدشينا للمرحلة الرابعة من التصعيد.
حيث اكد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان القوات المسلحة نجاح القوات البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسير الاربعاء 15 مايو الجاري في استهداف المدمرة الأمريكية "ميسون" والسفينة "Destiny " في البحر الأحمر أيضا بعد انتهاكها قرار حظر مرور السفن إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وفي سياق آخر نجحت الدفاعات الجوية مساء الخميس 16 مايو الجاري في اسقاط طائرة أمريكية من نوع ( MQ9) كانت تقوم بمهام عدائية في سماء محافظة مارب وقد وزع الإعلام الحربي مشاهد لحطام الطائرة التي تم استهدافها بصاروخ ارض- جو.
قوة ردع
في ظل الفارق في التسليح وامتلاك العدو لتقنيات حديثة في مجال الرصد والتتبع عبر الأقمار الصناعية الى جانب الأساطيل الحربية وحاملات الطائرات وسلاح الجو المتطور ايضا, إلا أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت بفضل الله وإخلاص وتفاني منتسبيها وقيادتها أن تطور القدرات وان تواكب تطور وتقنيات لجيل جديد من أسلحة الردع يأتي في مقدمته الطائرات المسيرة التي أصبحت تجربة ملهمة لدول كبرى في المنطقة نظرا لنجاحها في تحييد أنظمة الرصد والدفاع الجوي المعادي واصابتها للأهداف المرسومة بدقة عالية, الى جانب الصواريخ المجنحة والغواصات والزوارق الحربية المسيرة الحديثة التي دخلت ضمن منظومة التسليح للقوات المسلحة وحققت نجاحات كبيرة ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس كقوة ردع يهابها الأعداء.