في رد أولي على جريمة اغتيال القائد المجاهد الشهيد فؤاد شكر.. صواريخ ومسيرات حزب الله تطوق كيان الاحتلال وتدك قواعده في العمق والشمال
في رد أولي على جريمة اغتيال القيادي الكبير في حزب الله المجاهد الشهيد السيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت نهاية الشهر الماضي،
شن حزب الله هجوماً واسعاً على كيان الاحتلال الصهيوني الزائل، وذلك بعدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة التي اشتبكت بعضها مع صواريخ العدو الاعتراضية وطائراته الحربية ومنظومة دفاعه الجوي المتمثلة بالقبة الحديدية ومقلاع داؤود، وبعضها الآخر وهي الجزء الأكبر، عبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه عمق كيان الاحتلال ووصلت إلى أهدافها المنشودة ومن مسارات متعددة، فدكت عشرات المواقع والقواعد العسكرية الهامة والاستراتيجية بما فيها القريبة من ياف"ا تل أبيب"، حيث طال هجوم حزب الله 11 قاعدة وثكنة عسكرية "تم استهدافها وإصابتها إصابة مباشرة، في وسط وشمال فلسطين المحتلة وفي الجولان السوري المحتل.. تفاصيل أوفى في سياق التقرير التالي:
خاص : موسى محمد حسن
شن حزب الله يوم أمس -الأحد- هجوما جويا بعدد كبير من المسيرات والصواريخ نحو عمق كيان الاحتلال الصهيوني، وباتجاه أهداف عسكرية صهيونية نوعية، وذلك في رد أولي على اغتيال القيادي في الحزب القائد المجاهد الشهيد فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية نهاية الشهر الماضي.
هدف نوعي
وقال حزب الله ان الهجوم الجوي بدأ باتجاه هدف عسكري صهيوني نوعي سيعلن عنه لاحقا.. مضيفاً ان هذا الهجوم يأتي في إطار "الرد الأولي على استشهاد القائد فؤاد شكر".
وقال الحزب إن عمليته الجديدة بدأت "بهجوم جوي بعدد كبير من المسيّرات نحو العمق الصهيوني واتجاه هدف عسكري صهيوني نوعي سيعلن عنه لاحقا".
وأكد أنه وبالتزامن مع ذلك، تم استهداف "عدد من مواقع وثكنات العدو ومنصات القبة الحديدية في شمال فلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ"، وأن عملياته ستأخذ وقتا، وبعد ذلك سيُصدر بيانا تفصيليا بشأن مجرياتها وأهدافها.
وقال الحزب، في بيان ثانٍ له منذ بدء هجومه، إن "عدد الصواريخ التي أُطلقت حتى الآن تجاوزت 320 صاروخا تجاه مواقع العدو". وقال إن هجماته طالت 11 قاعدة وثكنة عسكرية "تم استهدافها وإصابتها" في شمال فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل، معلناً الانتهاء من "المرحلة الأولى" من الرد على اغتيال شكر.
وأكد حزب الله أن المقاومة في لبنان في أعلى جاهزيتها، وستقف بقوة وبالمرصاد لأي تجاوز أو اعتداء صهيوني، وأضاف أنه إذا تم المس بالمدنيين فسيكون عقاب "العدو الصهيوني" شديدا وقاسيا جدا.
وأفاد مراسلو قنوات فضائية بانفجار صواريخ اعتراضية صهيونية في أجواء قرى حدودية جنوبي لبنان، في حين تحدثت وسائل إعلام عبرية عن إصابة صهاينة في مناطق نهريا وعكا شمال كيان الاحتلال.
تغيير في السياسة الدفاعية
في المقابل، قال جيش الاحتلال إنه رصد هجوما واسعا من حزب الله، متحدثا عن إطلاق 320 صاروخا ومسيرة من لبنان نحو كيان الاحتلال خلال ساعة ونصف من فجر يوم أمس الأحد.
وأكد جيش الاحتلال أنه تقرر صباح أمس الأحد في نهاية تقييم الوضع تغيير في السياسة الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية.
وأضاف أنه تقرر فرض قيود جزئية على شمال الجولان وجنوبه والجليل والأغوار والكرمل ومنطقة تل أبيب الكبرى.
كما أكد جيش الاحتلال الصهيوني أنه يعمل بالتنسيق مع الجيش الأميركي الذي وصل قائد جيوشه إلى الأردن أمس.
إغلاق الشواطئ والمطارات
وفي السياق، أفادت القناة الـ12 الصهيونية بإغلاق كافة شواطئ البحر أمام الصهاينة في مناطق حيفا، كما نقل موقع واللا عن مصادر بجيش العدو أن كيان الاحتلال يستعد لمواجهة هجوم ليس فقط من لبنان.
وأعلنت القناة 12 الصهيونية عن إغلاق مطار بن غوريون أمام الهبوط والإقلاع "في ضوء الأوضاع الأمنية".. فيما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه تم تأجيل عمليات الإقلاع والهبوط للرحلات المجدولة من وإلى تل أبيب.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن من بين أهداف حزب الله في الهجوم منطقة غليلوت التي تضم مقر الموساد والقاعدة 8200.
خطط لاستهداف قواعد شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد
وأفادت وسائل إعلام صهيونية أن حزب الله خطط لاستهدف أهم موقعين للاستخبارات في كيان الاحتلال، وذلك في الهجوم الذي شنه فجر أمس الأحد واستهدف عددا من المواقع العسكرية.
ونقلت صحيفة هآرتس عن تقديرات لجيش الاحتلال أن حزب الله خطط لاستهداف قواعد شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد شمال تل أبيب.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن الجبهة الداخلية ستقوم بالتحذير بشكل مناسب، وإن على الجميع الالتزام بالتعليمات والتحذيرات من الجبهة الداخلية.
وأكدت القناة الـ12 الصهيونية ومصادر أخرى في كيان الاحتلال، أن حزب الله خطط لهجوم بـ6 آلاف صاروخ ومسيرة على شمالي ووسط "إسرائيل".
تفنيد ادعاءات العدو
فنّد حزب الله ادعاءات العدو الصهيوني التي تهون من الهجوم الذي شنه الحزب فجر أمس الأحد على عمق كيان الاحتلال.. واعتبر الحزب ادعاءات العدو حول "العمل الاستباقي" الذي قام به وتعطيله لهجوم المقاومة "ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان".
وقال الحزب في بيان له "تم إطلاق جميع المسيرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها، وعبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة، وبالتالي تكون عمليتنا العسكرية لهذا اليوم قد تمت وأنجزت، بحمد الله تعالى".
وأضاف ان "ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم المقاومة هي ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان وسيتم تفنيدها في خطاب للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يحدد لاحقا هذا اليوم".
وفي بيان آخر، قال حزب الله انه نفذ هجوما جويا بعدد كبير من المسيرات نحو عمق كيان الاحتلال وباتجاه هدف عسكري صهيوني نوعي، سيعلن عنه لاحقا، وذلك في رد أولي على اغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية نهاية الشهر الماضي.
وأضاف الحزب أن هذا الهجوم "تزامن مع إطلاق مقاتليه أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا باتجاه عدد من المواقع والثكنات ومنصات القبة الحديدية، وشمل هجوم الصواريخ قواعد ميرون وجعتون والسهل ويردن وعين زيتيم وثكنات كيلع ويوآف ونفح وراموت نافتالي".
انقطاع الكهرباء ونشر طواقم الإسعاف
وفي حين لم يكشف حزب الله بَعدُ عن طبيعة الهدف النوعي الذي استهدفه، قال مراسلو قنوات فضائية من ضمنهم مراسل قناة الجزيرة، إن التيار الكهربائي انقطع عن مدينة عكا الساحلية وضواحيها.
ومن جهته قال موقع والا الإخباري، إن "إسرائيل" تستعد لاحتمال انقطاع واسع للكهرباء تحسبا لاستهداف محطة توليد طاقة.
إلى ذلك، أعلن الإسعاف الصهيوني عن رفع حالة التأهب ونشر طواقم عدة بأنحاء كيان الاحتلال في ظل عمليات حزب الله.
وأضاف الموقع أنه "تم إرجاء اجتماع الطاقم الأمني الوزاري المصغر في إسرائيل".
من جهتها، قالت هيئة المطارات في كيان الاحتلال ان "الطائرات التي تم تحويلها إلى مطارات بديلة منها مطار رامون ستقلع وتعود إلى مطار بن غوريون".
وبدورها، قالت القناة الـ12 الصهيونية إنه رغم إعادة فتح مطار بن غوريون فإن عشرات الرحلات ستُؤجل وتُلغى بشكل كامل.
إلغاء جلسة الحكومة وطوابير على السلع
وعلى ذات الصعيد، ذكرت قناة "كان" الصهيونية، ان مجلس الوزراء ألغى جلسة الحكومة الأسبوعية التي كانت مقررة يوم أمس الأحد بسبب الأوضاع الأمنية مع لبنان.
وفي سياق متصل، أعلن كيان الاحتلال حالة الطوارئ القصوى لمدة 48 ساعة قابلة للتمديد.. وبالتزامن مع إعلان حالة الطوارئ في كيان الاحتلال قررت بلديتا تل أبيب وحيفا فتح جميع الملاجئ فيهما.. كما قررت بلدية حيفا إغلاق شواطئها أمام المصطافين، وإلغاء فعاليات كان من المخطط إقامتها أمس الأحد.
ونقلت مواقع صهيونية صورا لقصف حزب الله ميناء حيفا، متهمة السلطات بحجب المعلومات عن الهجوم على الميناء.
إلى ذلك، ذكر موقع "والا" الإخباري ان محلات تجارية في مدن صهيونية مختلفة، ومن ضمنها تل أبيب، تشهد اصطفاف الصهاينة "الإسرائيليين" في طوابير أمام المحلات التجارية بعد هجوم حزب الله.. وأوضح الموقع أن جموع الصهاينة يشترون المواد التموينية على عجل ويهربون على وجه السرعة إلى منازلهم في ظل الأوضاع الأمنية.
دعم أميركي لا محدود للعدو وفشل في منع وصد الرد
أشرنا آنفاً في تقريرنا هذا، إلى ما أعلنه وأكده جيش الاحتلال الصهيوني أنه يعمل بالتنسيق مع الجيش الأميركي الذي وصل قائد جيوشه إلى الأردن يوم أمس الأول.
من جهتها أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها "ستواصل دعم حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها" بعد هجوم حزب الله.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت، في بيان، إنه بتوجيه من الرئيس جو بايدن "يتواصل المسؤولون الأميركيون الكبار بشكل مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين".. مضيفا "سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسنواصل العمل للحفاظ على الاستقرار الإقليمي".
كما قالت وزارة الدفاع الأميركية إن "وزير الدفاع لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي، وأكد التزام واشنطن بالدفاع عن إسرائيل".
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن أوستن "تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لمناقشة الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات حزب الله اللبناني".
وأضاف البيان "أكد الوزير أوستن على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات من إيران وشركائها ووكلائها بالمنطقة".
وكانت واشنطن عززت في الأسابيع الماضية انتشارها العسكري في المنطقة، بعد توعد إيران واليمن وحزب الله بالرد في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران إسماعيل هنية، واغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وقصف منشآت مدنية في محافظة الحديدة غربي اليمن.
لكن دعم أمريكا لكيان الاحتلال الصهيوني لم ولن يستطيع أن يمنع الرد القوي والمزلزل من دول وجبهات محور القدس والمقاومة والجهاد والذي بدأت أولى مراحله بالهجوم الاستثنائي الواسع الذي نفذه حزب الله يوم أمس على شمال ووسط كيان الاحتلال ودك عشرات المواقع الصهيونية الهامة بما في ذلك استهداف هدف عسكري نوعي للعدو الصهيوني، أكد الحزب أنه سيعلن عنه لاحقاً.
تكتيك وهجوم استثنائي
التكتيك العسكري النوعي الذي اعتمده حزب الله خلال الهجوم الجوي الواسع على شمال ووسط كيان الاحتلال، يوم أمس -الأحد-، والذي تمكن من خلاله حزب الله اختراق والهاء وتجاوز منظومة الدفاع الجوي لكيان وجيش الاحتلال الصهيوني، وتحقيق الهدف المنشود من هذا الهجوم الجوي الواسع وإنجاز مهمته المرسومة بنجاح تام وكامل.. ولذلك وصف خبراء عسكريين واستراتيجيين هذا الهجوم الواسع الذي نفذه حزب الله بأنه هجوم استثنائي.
وفي هذا السياق، أشار الخبير العسكري والاستراتيجي العميد منير شحادة أن حزب الله قام بخداع كيان الاحتلال الصهيوني وقدم له طعما، ليتمكن من اختراق أجواء الكيان والوصول إلى الهدف الاستراتيجي والأساسي والقريب من يافا "تل أبيب".
ولفت شحادة، أن هجوم حزب الله بدأ بعدد من الصواريخ على طول الجبهة الممتدة غربا من عكا حتى الجولان شرقا، من أجل إلهاء منظومة الدفاع الجوي للعدو الصهيوني المؤلفة من القبة الحديدية ومقلاع داود والطائرات الحربية.
وقال ان المقاومة اللبنانية نجحت في خطتها، لأن كيان الاحتلال ركز على الهجوم الجوي الصاروخي، الذي كان طعما لها لكي تنشغل بهذا الهجوم الأولي، لتتمكن المقاومة من إرسال أسراب من الطائرات المسيّرة، والتي اخترقت الأجواء الصهيونية ووصلت إلى هدفها الأساسي القريب من تل أبيب.
ووصف الخبير العسكري والاستراتيجي هجوم حزب الله بالاستثنائي، لأنه تمكّن من خداع العدو الصهيوني من خلال جعله ينشغل بالهجوم الصاروخي، وبالتالي تمكن الحزب من تحقيق اختراق وتجاوز منظومة الدفاع الجوي للعدو الصهيوني والوصول إلى الهدف الأساسي، وأصابته إصابة مباشرة.
توقيت الهجوم
وعن توقيت هجوم حزب الله، أشار مراقبون ومحللون سياسيون وعسكريون إلى أن حزب الله تأخر في الرد استجابة لمطالب الوسطاء وعلى وجه الخصوص الإدارة الأميركية التي أخبرت لبنان أنها لا ترغب في عرقلة المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.. وأكدوا أن رد حزب الله جاء بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود.