في تقرير لمركز المعلومات بدائرة التوجيه المعنوي : اعتراف «أمريكي - بريطاني» بالهزيمة
صدر عن مركز المعلومات بدائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة تقرير هام لخص ابرز ما اشار اليه قادة عسكريون وسياسيون وباحثون ووسائل إعلام تابعة لأمريكا وبريطانيا عن المواجهة التي واجهتها أمريكا وتحالفها البحري في البحر الأحمر والهزائم والخسائر التي لحقت بحاملات الطائرات الامريكية والقطع البحرية التابعة لها وللدول المتحالفة مع أمريكا في حربها ضد اليمن..
وتضمن التقرير الذي حصلت عليه "26سبتمبر" أرقاماً ومعلومات عن الصعوبات التي جعلت من حاملات الطائرات تغادر منطقة البحر الأحمر..
26 سبتمبر – خاص
قال الضابط السابق في البحرية البريطانية توم شارب إن الحرب الأمريكية ضد اليمن كانت أشبه بملاكمة الدخان، مؤكدا أنه منذ بدء العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن لم تتزايد الهجمات بشكل مطرد في عددها فحسب، بل تنوعت أيضًا فقد كانت الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة مصحوبة بعمليات استيلاء وصواريخ باليستية وشهد شهر أبريل أول استخدام لطائرة بدون طيار على سطح الأرض، وكان هناك زيادة مطردة في هذه الطريقة منذ ذلك الحين.
وأكد الضابط البريطاني في مقال نشره على صحيفة تليغراف بعنوان"الحوثيون يهزمون البحرية الأمريكية" أن القوات المسلحة اليمنية هزمت البحرية الأمريكية، حيث لم تعد هناك أي سفينة لما يسمى بعملية "حارس الازدهار" التي أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضمن مسافة 500 ميل.
وأشار شارب إلى أن الولايات المتحدة كانت تمتلك في شهر مايو الماضي 12 سفينة حربية في البحر الأحمر وخليج عدن، لكن الآن لم يعد لديها أي سفينة، كما أن بريطانيا سحبت سفينة إتش ام اس دايموند بعد أن غادرت الولايات المتحدة.
وقال شارب إنه بينما لا تمتلك بريطانيا ما يكفي من السفن، فإن الولايات المتحدة اختارت عدم إرسال أي سفينة.
وأضاف: لا يمكن أن نصل إلا إلى استنتاج واحد: وهو أن الولايات المتحدة تخلت عن عملية "حارس الرخاء"، فهي لم تنجح في ردع الحوثيين ولم تطمئن حركة الشحن البحري، ولذا فقد يكون من الأفضل لها أن تذهب وتفعل شيئا آخر.
وأعرب الضابط البريطاني عن تطلعه إلى أن تقوم الولايات المتحدة بإنقاذ الغرب من هذا المأزق، حتى وإن كان بتواجد شكلي في البحر الأحمر، قائلا "نتطلع إلى الولايات المتحدة لكي تنقذنا من هذا المأزق، وآمل أن أكون مخطئاً في تقديري وأن تكون حاملة الطائرات روزفلت ، التي كانت في الخليج العربي منذ أكثر من شهر الآن، على وشك الانتقال إلى البحر الأحمر واستكمال ما تركته أيزنهاور، ولم يعد هناك ما يضمن نجاح هذه المهمة أكثر من أي وقت مضى، ولكن مجرد الاستسلام في حين يتم السعي إلى حل سياسي أو مالي يشكل انحرافاً كبيراً لا يمكن وصفه عن التفكير البحري التاريخي للولايات المتحدة. "
وأضاف شارب: إن حرية الملاحة موجودة في الحمض النووي للبحرية الأمريكية - والآن هو وقت سيئ بالنسبة لأقوى بحرية في العالم للتخلي عن هذا المبدأ الأساسي.
وبنفس الاستنتاج الذي توصل إليه شارب قال مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إن مهمة البحرية الأميركية على مدى قرون كانت هي إبقاء خطوط الاتصالات البحرية مفتوحة، لكن الولايات المتحدة تتخلى اليوم عن هذه المهمة في الشرق الأوسط.
وقال المجلس: كان الأدميرال ماهان، الذي كتب قبل أكثر من قرن من الزمان، لينصح باتباع نهج أكثر نشاطا، وكان ليعرف الإجابة على سؤال "ما الغرض من وجود البحرية؟"، وكان ليتساءل، كما يفعل القائد شارب، كيف يُسمح للحوثيين بهزيمة البحرية الأميركية، والتدخل في خطوط الملاحة البحرية السريعة، وإنهاء "السيطرة البحرية" الأمريكية في منطقة الخليج. ويبدو أن البحرية الأمريكية اليوم تدرك كل هذا أيضا، والواقع أن التخلي الواضح عن هذه المبادئ والأدوار من قِبَل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
جردة حساب أولية
الى ذلك قال متحدث باسم البحرية الأمريكية لموقع بيزنس انسايدر إن مجموعة حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية وعدد قليل من السفن الحربية الأخرى التي قضت أشهراً في قتال اليمن في البحر الأحمر وما حوله أطلقت ذخائر بقيمة 1.16 مليار دولار خلال عمليات قتالية نشطة.
وبحسب بزنس انسايدر "يغطي هذا الرقم الذي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل التكلفة الإجمالية لـ770 ذخيرة أطلقتها مجموعة حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور في الفترة من 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى منتصف يوليو/تموز، ويسلط الضوء على التكلفة المالية الكبيرة لمهمة أميركا في البحر الأحمر"؟
وتشمل هذه الأسلحة صواريخ أرض-جو، وصواريخ هجومية برية، وصواريخ جو-جو، وأسلحة جو-أرض.
ولا تغطي هذه الأرقام تكاليف الطلعات الجوية والتي بلغت أكثر من 14 ألف طلعة جوية وثلاثين ألف ساعة طيران، كما لا يغطي تكاليف الدعم والإمداد اللوجيستي، ووجبات التغذية وتكاليف العمل الإضافي لطاقم البحرية الأمريكية، والخسائر الأخرى خلال الانتشار.
وكشف قائد مجموعة حاملة الطائرات يو اس اس ايزنهاور، الادميرال مارك ميجيز عن حقائق مثيرة للاهتمام. كان أكثرها إثارة للدهشة هو نفاد الصواريخ من مدمرات مجموعة حاملة الطائرات.
وقال موقع "theaviationist" الأمريكي إن ما كشفه ميجيز مثير للاهتمام ويعكس الميزة غير المتكافئة الهائلة التي تتمتع بها القوات المسلحة اليمنية بمخزون ضخم من الطائرات بدون طيار والصواريخ والقتال من جبهتهم الداخلية، مشيرا إلى أن الفرقاطة الألمانية هيسن واجهت مصيرًا مشابهًا، حيث استنفدت أيضًا ترسانتها لإسقاط هجمات القوات المسلحة اليمنية.
وكان ميجيز قد أشار في مقابلة مع ضابط متقاعد يدعى وارد كارول وتم نشرها على يوتيوب إن التهديد اليمني كان غير متوقع وجاء في أشكال عديدة، مع طائرات بدون طيار في الجو وعلى سطح البحر وتحته، وصواريخ باليستية وقوارب دورية صغيرة.
تذمر من الفشل في البحر الأحمر
سادت حالة واسعة من التذمر من الفشل في البحر الأحمر، جرى استغلالها من قبل الحزب الجمهوري الأمريكي كجزء من الحملة الانتخابية، في حين يلقي القادة العسكريون بالمسؤولية على بايدن حفاظا على سمعتهم العسكرية.
وفي هذا السياق قال مارك ميجيز قائد مجموعة حاملة الطائرات أيزنهاور خلال الأشهر الثمانية الأولى من العدوان على اليمن إن إدارة بايدن رفض اقتراحات تتضمن نهجا أكثر عدوانية تجاه اليمن.
وأضاف: "في المستقبل، سوف يتعين علينا أن نستمر في التعامل مع هذا الأمر. وسوف يكون الأمر متروكًا لقيادتنا الوطنية، لكي تكون أكثر عدوانية باستخدام حاملات الطائرات، وإلى جانبها القليل من الدبلوماسية، وكذلك الجيش، بالإضافة إلى ضغوط اقتصادية" لا بد أن يكون هناك نهج حكومي كامل.
أما السيناتور الجمهوري توم كوتون فقال إن بايدن ونائبته كامالا هاريس المرشحة حاليا للرئاسة، سلموا البحر الأحمر لمن وصفهم بالحوثيين.
في ذات السياق كتب صامويل بيرز المستشار الأول للأمن القومي في مركز الاستراتيجية البحرية ، والذي عمل سابقًا في البنتاغون كمستشار لوزيرين للبحرية الأمريكية، مقالا على صحيفة ناشيونال انترست انتقد فيه ما وصفه بسياسة الرد المتناسب التي تتبعها إدارة بايدن في التعامل مع اليمن، قائلا إن الولايات المتحدة رفعت باب المندب إلى مستوى مكافئ من الأهمية مثل مسارح أوروبا الأطلسية والشرق الأوسط والمحيط الهادئ الهندي - المناطق الثلاث حيث يهدف البنتاغون إلى الحفاظ على وجود حاملة الطائرات على مدار الساعة، وأنفقت مليار دولار من الذخائر النادرة التي يصعب الحصول عليها لإسقاط صواريخ القوات المسلحة اليمنية وطائراتها المسيرة بدلا من معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة.
وتساءل بيرز عما إذا كان التهديد اليمني يبرر تخصيص شبه دائم لثلث قوة حاملات الطائرات الأمريكية المنتشرة في المنطقة وإنفاق نفس الأسلحة التي تحتاجها البحرية لردع - وربما الفوز - في حرب ضد الصين؟
تعتمد الإجابة على ما يعنيه المرء بـ "الاستجابة المتناسبة". التعريف الشائع والخاطئ للتناسب - والذي يروج له الجناح الغربي - هو أنه لكي تكون متناسبة، يجب أن تستخدم الاستجابة العسكرية مستوى مماثلًا من القوة التي استخدمت ضدك. "لقد ضربوا طائرة، لذلك ضربنا جهاز إرسال". وفقًا لهذا المعيار، يمكن اعتبار استجابة إدارة بايدن للتهديد الحوثي متناسبة.
وأكد بيرز أنه الجهود التي قامت بها القوات الأمريكية وحجم الإنفاق في الموارد لا يتناسب مع قيمة النتائج فما يزال باب المندب خطيرا للغاية.
تجاهل جذور المشكلة
وردا على هذا الطرح الذي يتجاهل معالجة جذور المشكلة وهي حرب الإبادة الجماعية في غزة كتب الباحثان في معهد كاتو الأمريكي جوناثان هوفمان وبنيامين جيلتنر مقالا على موقع الحكم المسؤول" responsiblestatecraft" أكدا فيه أن " فإن رفض واشنطن الاعتراف بحرب إسرائيل في غزة باعتبارها المحفز الأصلي لهجمات اليمن يمنع أي أمل في وقف هذه الهجمات في البحر الأحمر. ويتعين على واشنطن أن تنهي على الفور نشاطها العسكري ضد اليمن،وأن تتوقف عن دعم حرب إسرائيل في غزة على أمل تهدئة التوترات المتصاعدة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط."
وقال الباحثان إن أهداف الحملة الأمريكية ضد اليمن غير قابلة للتحقيق ففي في حين تثقل كاهل دافعي الضرائب الأمريكيين بتكاليف باهظة، حيث يكلف إسقاط طائرة واحدة ثمنها ألفين دولار دافعي الضرائب الأمريكيين ملايين الدولارات، ومع ذلك هي أيضا فشلت في الردع ومن غير المرجح أن تنجح، كما من غير المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة من الحد من القدرات اليمنية.
وذكر الباحثان بمعركة التصدي اليمن للعدوان الأمريكي السعودي حيث أثبت اليمنيون كفاءتهم في أساليب القتال واستخدام الأسلحة منخفضة التكلفة لضرب أهداف حيوية.
وقال الباحثان: الأمر المثير للسخرية هو أن المسؤولين الأميركيين يدركون الانفصال بين هذه الحملة العسكرية وأهدافها السياسية الظاهرة. .في فبراير/شباط، أشار الأدميرال البحري جورج ويكوف، القائد البحري الأمريكي المسؤول عن عملية حارس الرخاء، إلى أن الحوثيين "لم يتراجعوا". وفي أغسطس/آب، أوضح ويكوف أن الحل لهذا الصراع "لن يأتي بنظام أسلحة معين". لكن الرئيس بايدن لخص هذا الانفصال بشكل أفضل عندما سئل عن الضربات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين: "هل يوقفون الحوثيين؟ لا. هل سيستمرون؟ نعم".
وأكد الباحثان أن الخيار الأفضل لواشنطن هو إنهاء تبادل الضربات العشوائي مع اليمن والاعتراف بأن التبني الأمريكي القوي لحرب إسرائيل في غزة يزعزع استقرار المنطقة الأوسع على حساب المصالح الأميركية.
وبحسب الباحثان فإن وقف إطلاق النار في غزة يحمل أفضل فرصة لإنهاء، أو على الأقل قمع، الهجمات التي يشنها الحوثيون فضلاً عن تصاعد التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ناشيونال انترست: اليمن يقدم مثالا للصين
فيما قالت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية إن بحرية الولايات المتحدة الأمريكية تواجه تهديداً متزايداً من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي تنشرها دول معادية مثل الصين. وقد تطغى هذه الصواريخ، إلى جانب تكتيكات الهجوم الجماعي، على الدفاعات البحرية الأميركية، خاصة وأن البحرية لا تزال منهكة بسبب انتشارها الذي يركز في المقام الأول على الشرق الأوسط.
وأشارت المجلة في مقال كتبه براندون جيه ويتشرت الذي يعمل فيها محللا لشؤون الأمن القومي إلى أن البحرية الأمريكية تتوخى الحذر بسبب قدرات الصواريخ اليمنية، وهو ما يعد بمثابة تحذير من التهديد الأكثر خطورة الذي تشكله الصين.
وأضافت المجلة:لا ينبغي لأحد أن يفاجأ بأن الأمريكيين لا يستطيعون على ما يبدو أن يفهموا كيف يمكن لترسانات الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يملكها أعداء متعددون أن تلغي أي مزايا واضحة يتمتع بها الأسطول السطحي للبحرية الأميركية على هؤلاء المنافسين.
وبحسب المجلة فإن على البحرية الأمريكية أن تقلق، فالسفينة الحربية الأمريكية العاملة ضمن مدى هذه الصواريخ المضادة للسفن قد تصبح عاجزة عن الدفاع عن نفسها بشكل كاف ضد وابل من الصواريخ.
ووفقا للمجلة فإن الرياضيات تفوز دائماً. وقد أدرك أعداء أميركا هذا الأمر. ولا تحتاج الصين إلى مقارعة البحرية الأميركية سفينة بسفينة. والواقع أن هذا من شأنه أن يشكل إهداراً للموارد الثمينة. وبدلاً من ذلك، تستطيع الصين أن تسعى إلى جر البحرية الأميركية إلى معركة بالقرب من أنظمتها المضادة للسفن والسفن الحربية الأميركية باستخدام أسراب الصواريخ.
وتحت عنوان الحوثيون يقدمون مثالا للصين، قالت المجلة إنه من المثير للاهتمام أن البحر الأحمر هو الممر المائي الوحيد في الشرق الأوسط الذي يشهد أعمالاً عدائية نشطة من قبل اليمن، وقد يكون من المستغرب أن يشعر المرء بالارتباك بشأن سبب ابتعاد البحرية الأميركية القوية عن المنطقة، فالسبب وراء ذلك هو أن اليمن تقدم مثالا للصين، وهذا هو المفتاح لفهم ليس فقط سبب منح البحرية مساحة واسعة للبحر الأحمر، ولكن أيضًا لماذا كان هناك الكثير من الذعر بشأن قدرات A2/AD الأكثر تقدمًا لدى الصين.
وأضاف مقال المجلة :إذا كان الحوثيون قادرين على تهديد السفن الحربية السطحية التابعة للبحرية الأمريكية، بما في ذلك حاملات الطائرات، فإلى أي مدى يكون التهديد الصيني المضاد للسفن أسوأ؟