في عمليات نوعية ومزدوجة أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود الصهاينة..المقاومة في غزة والضفة.. ترعب الاحتلال وتتوعده بالمزيد من الويل والإذلال
تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لجيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، مسطرة اروع الملاحم البطولية في مواجهة قوات العدو والتنكيل بها في مختلف محاور القتال،
عبر تنفيذ عمليات نوعية ونصب كمائن محكمة واستدراج وقصف وقنص، وغير ذلك من العمليات النوعية التي كبدت وتكبد جيش العدو الصهيوني المتهالك خسائر فادحة ومتوالية يوماً بعد آخر بل ساعة تلو أخرى.. تفاصيل أوفى عن العمليات النوعية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين..
26 سبتمبر - محمد أحمد الزعكري
وفي سياق العمليات البطولية والنوعية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، أفادت سرايا القدس بأنها قنصت، بالاشتراك مع كتائب القسام، جندياً صهيونياً في مناطق التوغل بحي الزيتون، في مدينة غزة.
وأعلنت السرايا اشتراكها، مع قوات الشهيد عمر القاسم، في قصف جنود جيش الاحتلال وآلياته، في محور نتساريم، بقذائف هاون.
من جهته، اعترف جيش العدو بإصابة جندي بجروح خطيرة، في معارك وسط قطاع غزة.. وأعلنت كتائب القسام استهدافها، بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين، جرافةً صهيونية عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "تاندوم"، في محيط جامعة القدس المفتوحة، في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
بدورها، أكدت كتائب شهداء الأقصى قصفها تجمعات لجنود الاحتلال الصهيوني، في موقع فجة العسكري، برشقةٍ صاروخية من نوع "K132"، عيار "114" ملم. وتم قصف خطوط الإمداد لقوات الاحتلال في محور "نتساريم"، بصاروخ من نوع "عاصف"، عيار "122" ملم
رسائل مشفرة في مقتل الأسرى الصهاينة
وعلى صعيد متصل، اعلن جيش الاحتلال الصهيوني يوم أمس الأول، أنه عثر على 6 جثث لأسراه، في نفق بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة، التي تشن فيها قواته عملية برية منذ 4 أشهر.
وفي هذا السياق، أكد مراقبون ومحللون عسكريون أنّ مقتل عدد من الأسرى الصهاينة في وقت حساس، وفي السياق المعقّد للمعارك التي تخوضها المقاومة في رفح منذ أشهر، يعكس تحوّلاً دراماتيكياً في ميدان المعركة، إذ إن "العدو- رغم كل محاولاته- لم يتمكّن من الوصول إلى أي أسير في غزة، ما يعكس قدرة الاستخبارات العسكرية للمقاومة الفلسطينية، على حماية مقاتليها وأسرى الاحتلال، وفرض واقع جديد على الأرض.. وأشار المحللون العسكريون إلى أن هذا الحدث، يبعث رسالة قويةً لكيان الاحتلال الصهيوني، وهي في نفس الوقت تعكس عمق الاستراتيجية العسكرية والسياسية للمقاومة الفلسطينية، حيث تتضمن هذه الرسالة مايلي :
زيف وعدم جدوى الضغط العسكري المتزايد على قطاع غزة، وان هذا الضغط لن يمكن كيان الاحتلال من استعادة أسراه الأحياء، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مثل مقتلهم، وبذلك يتحمل قادة العدو المسؤولية الكاملة عن سلامة اسراه بإنجاز صفقة تبادل دون تأخير أو مماطلة، أو التفريط بهم وتركهم عرضة لخطر القتل الذي يتهددهم جراء استمرار العدوان الصهيوني الفاشي وتمادى قادة الاحتلال في الإجرام والتدمير والإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة.
أن الوقت ينفد، ويجب أهالي الأسرى أن يبادروا بالتحرّك لإنقاذ أبنائهم الأسرى، ليس من قبضة المقاومة، بل من يد المجرم نتنياهو، الذي يضع شروطاً ويتخذ قرارات تؤدي إلى تفاقم أوضاعهم ومعاناتهم والتي قد تؤدي إلى ظروف خاصة وإلى مقتلهم.
وفي هذا السياق، قال وزير الأمن الصهيوني السابق، بيني غانتس، إنّ "مقتل الأسرى يقود "إسرائيل" إلى صباح صعب ومؤلم آخر، فيما يلعب نتنياهو على الوقت لاعتبارات سياسية".
وأضاف غانتس إنّ "الأسرى يموتون، وينفى أبناء الشمال، وينهار المجتمع"، داعياً الجمهور إلى الخروج إلى الشارع، "فقد حان الوقت لاستبدال حكومة الفشل المطلق".
طوفان الضفة
وعلى ذات الصعيد، تسطر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، ملاحم بطولية في التنكيل بالقوات الصهيونية، حيث تنفذ عمليات نوعية وتوقع إصابات مباشرة في صفوف العدو، في كمائن محكمة واشتباكات عنيفة.
وفي هذا السياق، أعلنت كتيبة جنين في سرايا القدس استهدافها قوات الاحتلال بزخات من الرصاص في محاور القتال، إلى جانب تمكنها من تفجير عدد من العبوات الناسفة في الآليات العسكرية الصهيونية في محاور القتال، مشيرةً إلى إيقاع إصابات مؤكدة في صفوف جنود العدو
وفي عملية مشتركة، أوقعت الكتيبة ومعها كتائب القسّام، قوةً صهيونية راجلة في كمين محكم في محور حي الدمج، موقعةً أفرادها بين قتيل ومصاب.
وفي حي الدمج أيضاً، خاضت كتائب شهداء الأقصى، بالأسلحة الرشاشة، اشتباكات ضارية ضدّ قوات الاحتلال، وفجّرت عدداً من العبوات في الآليات العسكرية الصهيونية، محققةً إصابات مباشرة في صفوف الجنود الصهاينة.
وأكدت كتائب شهداء الأقصى خوضها اشتباكات عنيفة ضدّ قوات العدو في مدينة جنين ومخيمها، بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة.
واستهدفت كتائب المجاهدين قوةً صهيونية راجلة في محيط مخيم جنين، بالأسلحة الرشاشة، وأطلقت النار مباشرةً على أفرادها.
وواصلت كتيبة جنين في قوات العاصفة عمليات التصدي والاشتباك مع قوات الاحتلال في أكثر من محور في مخيم جنين، بصليات من الرصاص والعبوات الناسفة.
وفي نابلس، استهدفت كتائب شهداء الأقصى قوات الاحتلال المقتحمة مخيم عسكر الجديد، بالعبوات الناسفة شديدة الانفجار.
عملية الخليل
في عملية بطولية نوعية تمكن مجاهدون من أبطال المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية من توجيه ضربة قوية وصفعة موجعة ومزلزلة للعدو الصهيوني ولمنظومته الأمنية، حيث نفذ المجاهدون الأبطال يوم أمس الأحد، عملية إطلاق نار استهدفت سيارة لشرطة الاحتلال الصهيوني في منطقة الخليل بالضفة الغربية مما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر شرطة، وانسحب المنفّذين بسلام.
وعقب العملية البطولية، أعلن إسعاف الاحتلال مقتل ثلاثة من عناصر شرطة العدو، إثر عملية إطلاق نار استهدفت سيارة للشرطة الصهيونية في الخليل.
وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فإنّ عملية إطلاق النار "نُفّذت من سيارة عابرة تُركت في المكان على الطريق رقم 35، قرب حاجز ترقوميا في الخليل".
وعقب ذلك، أشارت وسائل إعلام ومصادر محلية، إلى استنفار أمني كبير للعدو الصهيوني في موقع عملية إطلاق النار، حيث وصلت تعزيزات أمنية وعسكرية إلى المكان.
وأوردت إذاعة جيش الاحتلال أنه تم إطلاق 11 رصاصة على السيارة المستهدفة، وأضافت أنّ إطلاق النار تمّ من مسافة كيلومتر واحد عن حاجز ترقوميا.
وجاءت هذه العملية على الرغم من الاستنفار الصهيوني الأمني الكبير في المنطقة وفرضه حصاراً عليها، بعد ساعات من تنفيذ عمليتين استهدفتا مستوطنتي "غوش عتصيون" و"كرمي تسور" قرب الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
لينتظر المزيد
إلى ذلك، باركت وأشادت فصائل فلسطينية بعملية الخليل، التي أسفرت عن مقتل 3 عناصر من شرطة الاحتلال.. مؤكدةً أنّها "ردّ طبيعي على المجازر البشعة في قطاع غزة والضفة والقدس".. وتوعدت الاحتلال الصهيوني بمزيد من العمليات.
واوضحت الفصائل الفلسطينية، أمس الأحد، أنّ عمليات المقاومة في الضفة الغربية وآخرها، عملية الخليل، هي "ردّ طبيعي على المجازر البشعة وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والجرائم الصهيونية في الضفة والقدس المحتلتين".. وتابعت ان "الشعب المرابط الذي يخوض معركة طوفان الأقصى، سيواصل طريق الجهاد والمقاومة ضد العدو، ورفض الاحتلال والظلم والعدوان، حتى تحرير فلسطين وتطهير المسجد الأقصى من دنس المستوطنين".
وأشارت الفصائل إلى أن هذه العملية النوعية تمثل تأكيداً لقوة المقاومة وفاعليتها الكبيرة وإبداعها المتجدد وصمودها الأسطوري، وأنّ كل الإجراءات والحملات الصهيونية لن تفلح باقتلاعها أو الاستفراد بها".. كما أشارت الفصائل الفلسطينية إلى أنّ عملية الخليل تُمثّل "صفعة جديدة لمنظومة الكيان الصهيوني الأمنية، حيث جاءت في ظل التأهب والاستنفار الصهيوني".. لافتةً الى أنّ هذه العملية "تُثبت عجز العدو أمام إرادة المقاومة، وتُعيد رسم معادلات الردع في الضفة المحتلة".
وأردفت قائلةً ان عملية الخليل "توجّه رسالة قوية إلى العدو بأنّ قطار العمليات الفدائية يسير بلا هوادة، حيث لن يستطيع أحد إيقافه".. مؤكدةً أنّ المقاومة "مستمرة بعملياتها النوعية على امتداد أراضي الضفة".. موضحةً أنّ هذه العملية النوعية "تعكس مستوى من التخطيط العالي والشجاعة المنقطعة النظير لمقاتلي المقاومة، الذين فاجأوا الجنود الصهاينة، ومن ثم الانسحاب بحرفيةٍ عالية"..
وشددت الفصائل الفلسطينية بأن "على العدو الصهيوني أن يتوقّع المزيد من هذه العمليات البطولية، وأنه لا أمان ولا استقرار للاحتلال طالما استمر في جرائمه بحق أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
العملية المزدوجة في "عتصيون" و"كرمي تسور"
إلى ذلك، نفذ أبطال المقاومة الفلسطينية ليلة السبت الماضي، عملية نوعية مزدوجة استهدفت مستوطنتي "غوش عتصيون" و"كرمي تسور" قرب الخليل، جنوبي الضفة الغربية، تخلّلها تفجير سيارات مفخّخة واشتباكات مع قوات العدو، ما أدى إلى إصابة 4 صهاينة من بينهم قائد منطقة لواء "عتصيون".
وفي السياق أشارت فصائل المقاومة إلى أن هذه العملية النوعية المزدوجة، هي رسالة واضحة بأن المقاومة ستبقى ضاربة وممتدة ومتواصلة طالما استمر عدوان الاحتلال الغاشم واستهدافه لشعبنا وأرضنا..
موضحةً ان هذه العملية تحمل دلالة رمزية من حيث مكان حدوثها في خليل الرحمن جنوب الضفة؛ ومن حيث زمانها كونها تأتي في هذا الوقت الحساس الذي نشهد فيه تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات شمال الضفة، ومجازره وإبادته الجماعية في قطاع غزة، لتؤكد للاحتلال أنه لا يمكنه الاستفراد بأي جزء من الوطن.
مقاومة الضفة ترعب العدو
بإمكانياتها البسيطة ورغم محاصرة الاحتلال الصهيوني والسلطة الفلسطينية، مقاومة الضفة الغربية ترعب كيان الاحتلال وتنفذ عمليات نوعية تقض مضاجع العدو وتنكل بقواته وتلحق بها افدح الخسائر في الأرواح والعتاد.
وفي هذا السياق، يرى خبراء عسكريون أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية لاتمتلك الإمكانيات التي تملكها نظيرتها في قطاع غزة، لكنها تتصدى ببسالة وشجاعة لجيش الاحتلال الصهيوني، وتنصب له الكمائن وتشتبك معه في مواجهات مباشرة.
ولفت الخبراء العسكريون إلى أن المقاومة في الضفة الغربية تتعرض للتضييق وللمراقبة المستمرة من قبل جيش الاحتلال الصهيوني وقوات السلطة الفلسطينية.. موضحين أنه وبسبب عمليات التدقيق والحواجز الأمنية، جعل من الصعب على فصائل المقاومة في الضفة الغربية أن تكون لديها أسلحة كالتي تملك نظيرتها في قطاع غزة.
ورغم ذلك، أكد الخبراء العسكريون، وجود تحول دراماتيكي في مسار المقاومة بالضفة.. لافتين إلى الأهمية التاريخية لمدينة جنين ومخيمها في العمل المقاوم منذ عقود طويلة، ودورها البارز في الصمود بوجه الاجتياحات الصهيونية.
واشار الخبراء العسكريون إلى أن جغرافية الضفة الغربية تلعب لمصلحة المقاومة، رغم عدم امتلاكها للأنفاق الإستراتيجية كما في غزة.. مستدلين بالمساحة الكبيرة والتضاريس المتنوعة من سهول وجبال وغابات، والتي تشكل نحو 17% من مساحة فلسطين التاريخية.
خسائر جيش الاحتلال
بشكل يومي تكشف فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة عن عمليات نوعية موثقة بالصوت والصورة، تظهر تمكّن المجاهدون الأبطال من تكبيد جيش الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
ووفق أرقام صهيونية رسمية، وصلت حصيلة قتلى جيش الاحتلال نحو 700 جندي وضابط منذ بداية الحرب العدوانية على قطاع غزة، بينهم أكثر من 330 سقطوا في المعارك البرية في قطاع غزة.
وحسب هذه المعطيات، فإن قسم إعادة التأهيل في وزارة دفاع كيان الاحتلال استقبل 10 آلاف و56 جنديا جريحا منذ بدء الحرب العدوانية في السابع من أكتوبر الماضي، بمعدل أكثر من ألف جريح جديد كل شهر.
وكشفت وزارة الدفاع الصهيونية في وقت سابق أن أكثر من 3700 من المصابين، يعالجون في قسم إعادة التأهيل، بما في ذلك 192 إصابة في الرأس، و168 مصابا بجروح في العين، و690 مصابا بجروح في الحبل الشوكي، و50 مصابا من مبتوري الأطراف.
وبناءً على ذلك، قالت هيئة البث الصهيونية إنه يتضح من المعطيات أنه يتم استقبال أكثر من ألف جريح جديد كل شهر من القتال الدائر في غزة.. واضافت ان 35% من الجرحى الجنود يعانون القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، و37% يعانون من إصابات في الأطراف.
حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في حق أهالي قطاع غزة، إلى 40738 شهيدا و94154 جريحا خلال 331 يوما من العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة.