أخبار وتقارير

حماس.. مصنع القادة الأبطال

حماس.. مصنع القادة الأبطال

منذ تأسيسها على يد قائدها المؤسس الشيخ الشهيد أحمد ياسين صهرت حركة المقاومة الإسلامية حماس معاناة الشعب الفلسطيني بالغاية الأسمى للنضال والفداء والتضحية، ومزجت بين الآلام الناجمة عن الاحتلال وجرائمه اليومية وانتهاكاته المستمرة،

وبين استمرار آمال التحرير التي بعثتها المقاومة الباسلة، وأشعلتها الانتفاضة المباركة، انتفاضة الحجارة أولاً، ثم انتفاضة الأقصى ثانياً، وفي كل مراحل نضالها أثبتت الحركة أنها مصنع القادة الأبطال بما صنعته من انتصارات وما قدمته من تضحيات على طريق القدس بدءا بشهيدها المؤسس الشيخ أحمد ياسين (2004)، ثم عبد العزيز الرنتيسي (2004)، وصلاح شحادة (2002)، وإبراهيم المقادمة (2003)، ونزار ريان وسعيد صيام (2009)، وصولاً إلى رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية (2024)، ونائبه صالح العاروري (2024)، ومؤخرا قائدها البطل وشهيدها المجاهد يحيى السنوار.
كل ذلك ولا زالت حركة المقاومة الإسلامية حماس ماضية على درب الجهاد، نصر أو استشهاد، كما قال الشهيد الشيخ عزالدين القسام قبل (89) عاماً ، ولا زالت الآمال مشرعة أمام شعب فلسطين الأبي الذي يرفض الضيم، ويعلم العالم كل يوم درساً جديداً في التضحية والدفاع عن الأرض والكرامة والوطن.
نعم قائمة شهداء حماس كبيرة ، ومنهم: عماد عقل (1993)، يحيى عياش (1996)، عدنان الغول (2004) محمد الزواري (2016)، أحمد الجعبري (2012)، إسماعيل أبو شنب (2003)، جمال سليم (2001)، جمال منصور (2001)، محمد أبو شمالة (2014)، خليل خراز (2023)، جميلة الشنطي (2023)، أيمن نوفل (2023)، عز الدين الشيخ خليل (2004)، رائد العطار (2014)، فادي البطش (2018)، وغيرهم الكثير.
لكن ذلك لم يعني ولن يعني أبدا توقف مسيرة المقاومة والنضال وتبقى الحقيقة أن المقاومة تضعف تارة، ثم تشتد، وتتراجع حيناً، لكنها لا تلبث حتى تشتعل من جديد، تخبو جذوة المقاومة والعمل الفدائي في أراضي لكنها تزيد اشتعالاً في الضفة الغربية، وقد تتراجع وتيرتها في غزة لكنها سرعان ما تتصاعد في الخليل أو في القدس أو يافا " تل أبيب".
وتبقى حماس مصنع القادة الأبطال الذين يبدون للوهلة الأولى مجرد أشخاص عاديين، يبحثون عن أبسط مقومات الحياة وسط مخيمات اللاجئين، لكنهم لا يلبثون أن يفاجئوا العدو بالضربات الموجعة التي لا يفيق من إحداها حتى تباغته أخرى، وذلك هو قَدَر شعب الجبارين. وما عملية طوفان الأقصى التي كان السنوار نفسه أحد قادتها إلا صفحة في كتاب المقاومة الفلسطينية، التي بدأت بالحجر والمقلاع والزجاجات الحارقة، لكنها استمرت وتصاعدت حتى باتت مصدر رعب لجيش الاحتلال الصهيوني الذي ظل يتباهى بأنه هزم 6 جيوش عربية في بضع ساعات عام 1967م.
نعم استشهد السنوار بعد أن أذاق المحتل صنوف وألوان التنكيل ومن الطلقة الأولى حتى آخر رصاصات الجهاد، ما ذبلت بندقيته ولا حادت يداه .. أستشهد السنوار بعد أن قضى سني عمره بين ميادين الكفاح، مؤمناً بأن النصر حق والمقاومة واجب والأرضَ سيرثها صالحو العباد ..
رحل يحيى السنوار لتبقى الحقيقة هي حقيقة قول حماس وكل حركات وفصائل المقاومة بأن دماء القادة الشهداء لم تكن يوما إلا حافزا للمضي قدماً بمواجهة العدو حتى تحرير كامل الأرض من ظلم الاحتلال..
اُستُشهدَ السنوار وما اهتز رجاله ولا حادت الثوابت التي رسمها: أسرى العدو لن يعودوا إلا بوقف العدوان والانسحابِ الكاملِ من غزة وتحرير الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات.. وهذا ما أكدته حركة حماس خلال نعيها قائدها الكبير، معاهدةً أبا إبراهيم أن الراية لن تسقط حتى بلوغ القدس الشريف .
في الختام تبرز أهمية التعريف بالقائد الكبير والشهيد العظيم أبا إبراهيم .. هو يحيى السنوار المولود في مخيم خان يونس عام 1962، ينتمي إلى عائلة هجّرها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م من مدينة عسقلان إلى قطاع غزة، وقد حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الإسلامية في غزة، وكان في طليعة مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس، اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1988، وحكمت عليه بالسجن المؤبد أربع مرات بتهمة قتل جنود صهاينة.
وفي العام 2011م أطلق سراحه ضمن صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مع 1027 أسيراً شملتهم الصفقة واستأنف بعدها عمله في حركة حماس وجناحها العسكري، حتى تم انتخابه رئيساً للحركة في قطاع غزة مطلع العام 2017م، واختير رئيساً لحركة حماس بداية أغسطس 2024م، خلفاً للشهيد القائد إسماعيل هنية الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي قبل ذلك بأيام.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا