أخبار وتقارير

أمريكا ترامب إلى أين .. ؟!

أمريكا ترامب إلى أين .. ؟!

انطلاقا من "فرضية" أو بمعنى أدق "حقيقة" أن آخر ما يمكن المراهنة عليه هو تغير موقف "أمريكا ترامب" تجاه العدوان وحرب الإبادة الجماعية الصهيونية على غزة ولبنان..

تبقى خلاصة مجمل الحسابات الجمعية بشأن مستقبل الأحداث والتطورات في منطقة الشرق الأوسط هي أن واشنطن لا يمكن أن تتجه نحو وقف حرب تؤمن أنها تخدم مصالحها وتحقق أهدافها في المنطقة وما لم يتغير موقف وأهداف "تل أبيب" والصهيونية العالمية من هذه الحرب التي طال أمدها وتعددت صنوفها وأشكالها وبلغ عدد ضحاياها الفلسطينيين أكثر من 50 ألفا بين شهيد وجريح.. تفاصيل:

تقرير:طلال الشرعبي
جميع الوساطات والمفاوضات والهدن والتسويات التي شهدتها فترة الحرب والمواجهات السابقة بناء على المبادرات الأمريكية أو غيرها لم تكن سوى محطات اختبار لمدى جدية وجدارة حلفاء الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في رسم وتحديد ملامح مستقبل العالم الجديد، ومنح واشنطن وتل أبيب فرص إعادة الانتشار والتموضع والترميم لقواتها المتهالكة، وإعادة الحسابات المتعلقة بوضعها الداخلي الذي أصبح مفخخا بالأزمات والاحتقانات والتصدعات والانقسامات والصراعات الناشئة بين نخبها السياسية والعسكرية علاوة على اضمحلال منسوب ثقة المجتمعين الأمريكي والإسرائيلي بنظامي واشنطن وتل أبيب ومؤسساتهما العتيقة علاوة على اضمحلال منسوب ثقة الأنظمة العميلة لهما على مستوى المنطقة والعالم .
وفي هذا السياق جاءت مسرحية انتخابات مهزلة السياسة والديمقراطية الأمريكية المحددة والمرسومة نتائجها مسبقا وفقا لإرادة واستراتيجيات وطموحات ومشاريع اللوبي الصهيوني العالمي بغض النظر عما شهدته تلك الانتخابات من حملات تنافس إعلامي ودعائي صوري كاذب بين المرشحين "هارتس وترامب" كونها انتخابات سذاجة واستخفاف بالرأي العام العالمي والعربي الحر وموسم ترويج وإعادة صقل وتلميع فقط لأكذوبة الديمقراطية الأمريكية الصهيونية التي أصبحت محصورة بين حزبين كانا في الأصل حزبا واحدا وانشق إلى جناحين لأسباب تخدم مشاريع الصهيونية العالمية المتربعة على عرش الكابيتول الأمريكي والمهيمنة على جميع قراراته.. وتأكيدا لصوابية ومصداقية قول إيما غولدمان قبل قرن من الزمان وخلاصة قولها "لو كانت الانتخابات تُحدث تغييراً حقيقياً لجعلوها أمراً غير قانوني".
هذه العبارة التي قالتها إيما غولدمان اختصرت ولخصت حقيقة أكذوبة الديمقراطية وانتخابات السذاجة السياسية الأمريكية بما فيها انتخابات الجولة الأخيرة التي انتهت بإعلان فوز ترامب وهي نتيجة محسومة مسبقا دون شك.. وفي هذا السياق جاء إعلان مجموعة واشنطن والدوحة والقاهرة والرياض وأبو ظبي عن النتيجة النهائية للمعادلة الصفرية للوساطات والمفاوضات الدائرة بين حماس وتل أبيب .
ووفقا لما نقلته عدد من الوسائل والمواقع الإخبارية فقد أعلنت قطر انسحابها من جهود الوساطة والإشراف على المفاوضات الدائرة بين حماس وتل أبيب إضافة إلى إعلان توقف عمل مكتب "حماس" في الدوحة.
وقالت وكالة "رويترز" للأنباء أن مسؤولا مطلعا أبلغها أن قطر ستنسحب من جهود الوساطة في مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة حتى "تُظهر (حركة) حماس وإسرائيل رغبة حقيقة في العودة إلى طاولة المفاوضات".
وذكرت الوكاله أن المسؤول قال : إن قطر أوقفت عمل مكتب "حماس" السياسي في الدوحة لأنه "لم يعد يؤدي الغرض منه"، وإن "قطر أبلغت إسرائيل وحماس والإدارة الأميركية بقرارها".
من جانبها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي إن قطر انسحبت من دور الوسيط الرئيسي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن، وأبلغت حركة "حماس" الفلسطينية أن مكتبها في الدوحة "لم يعد يخدم الغرض منه".
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "أبلغ القطريون الإسرائيليين وحماس أنه طالما كان هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم الغرض منه". ولم يوضح المصدر ما إذا كان مكتب "حماس" قد أُغلق.
وفي وقت سابق كان مصدر مسؤول في "حماس" قد أكد أن الحركة لم تتلقَّ طلباً من قطر بمغادرة الدوحة، بخلاف تقارير متعددة حول ذلك، لكنه أضاف أن الحركة أُحيطت علماً بوجود طلب أميركي فقط.
وقال المصدر إن الحركة أُحيطت علماً بوجود طلب أميركي وضغوط متصاعدة بشأن إخراجها من قطر، لكن الحكومة القطرية لم تطلب أي شيء من قادة الحركة.
وأضاف المصدر: تكرر هذا الأمر مرات عدة (في السابق)، ويبدو أن هذا نوع من الضغوط الأمريكية من أجل إجبار الحركة على التنازل في مفاوضات وقف النار المتعثرة في غزة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية ووكالات أنباء عالمية قالت إن قطر أبلغت زعماء "حماس" بأنهم لم يعودوا موضع ترحيب.
وقالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان)، إنه تمَّ إبلاغ القادة الفلسطينيين بهذا القرار في الأيام الأخيرة. كذلك أكّدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الطلب الأميركي، ونقلت عن مسؤولين كبار في إدارة بايدن أن قطر أبلغت "حماس" بأنَّ عليها إغلاق مكتبها في الدوحة.
بالمقابل تداولت وسائل إعلامية خبر نفي حركة المقاومة الاسلامية حماس تقارير حول "موافقة قطر على طرد مسؤولي الحركة من الدوحة بناء على طلب من الولايات المتحدة"مؤكدة أنها تقارير لا أساس لها من الصحة.
ونقلت بعض الوسائل أن مسؤولا رفيعا في حركة "حماس" تحدث لشبكة CNN الأميركية أن هذه التقارير بمثابة "تكتيك ضغط"، لافتا إلى تداول مزاعم مماثلة سابقا دون أدلة داعمة.
وأضاف: "تكرر هذا دون أي دليل.. ما تردد في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن موافقة قطر على طرد حماس من الدوحة بناء على طلب أمريكي لا أساس له من الصحة وهو مجرد تكتيك ضغط".
وفي وقت سابق كان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قد أكد أن الولايات المتحدة أبلغت قطر بأن وجود حركة "حماس" في الدوحة "لم يعد مقبولا" بعد أن رفضت أحدث مقترح بشأن الرهائن في غزة.
يشار إلى أن جولة المفاوضات الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة، والتي شهدتها الدوحة قد انتهت دون التوصل إلى اتفاق نهائي وخرجت بإصدار الولايات المتحدة ومصر وقطر بيانا مشتركا أشار إلى أن المحادثات ستستأنف في القاهرة على أساس الشروط المطروحة في محادثات الدوحة.
وبغض النظر عما إذا كانت قطر قد أعلنت بالفعل نهاية أنفاس المفاوضات ؟!! فإن تطورات طبيعة الأحداث والوقائع على صعيد الواقعين السياسي والعسكري للمنطقة والعالم الغربي تؤكد أن كل من واشنطن وتل أبيب ليستا سوى وجهين لعملة واحدة ويعملان وفق رؤية واستراتيجية واحدة لها نفس المطامع والأهداف وبالنظر إلى استمرار الكيان الصهيوني في شن عدوانه الإجرامي الغاشم على غزة وجنوب لبنان وارتكابه لأبشع الجرائم الصهيونية فذلك يعني أن موقف تل أبيب لن يتغير إلا عندما تدرك أكثر صعوبة تحقيق أهدافها ولن تصل إلى هذه القناعة إلا عندما تتعرض لخسائر وهزائم أكبر وأوسع .
إلى ذلك تبقى الحقيقة التي ليس قبلها ولا بعدها حقيقة ولا يمكن لأحد إنكارها هي حقيقة أن أمريكا بزعامة ترامب وزعامة من قبله ومن سيأتي بعده مصدر تهديد تتفاقم خطورته على مستقبل المجتمع البشري والحضارة الإنسانية والفطرة السوية ولا سبيل لإنقاذ الوضع غير تفكيك ذلك الشر المستطير والكابوس المهدد لحياة وأمن واستقرار المجتمعات البشرية في كل بقاع الأرض.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا