التمر الهندي "الحُمر".. يكشف التناقض الفاضح للزراعة في دعم المنتج المحلي (وثائق)
وجهت وزارة الزراعة والري صفعة جديدة لأحدى المنتجات الزراعية المحلية، بالإفراج عن كميات من "التمر الهندي" كانت محتجزة في مركز نهم الجمركي.
وكشفت وثيقة حصلت عليها "26 سبتمبر"، من مصادرها، صادرة من وزارة الزراعة والري برقم "1342"، بتاريخ 5 رمضان المنصرم، إلى الإدارة العامة لوقاية النبات للإفراج عن كمية 5.63 طناً من التمر الهندي "الحُمر" المستورد، كانت محتجزة في مركز نهم الجمركي، شرق العاصمة صنعاء.
وطالبت وقاية النبات استكمال الإجراءات في الافراج عن الكمية وفق "استمارة المعاينة".
وجاء أمر الإفراج عن الكمية بعد 22 يوما من اصدار الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية بالوزارة، بعد مذكرة شديدة اللهجة، رقم "1201"، بتاريخ 13 شعبان الماضي، إلى وقاية النبات، تطالبها إيقاف كافة شحنات التمر الهندي" الحُمر" المستوردة بسبب بدء الموسم "التمر" المحلي، حتى انتهاء الموسم.
وبينت الوثيقتين وقوع الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية بالوزارة في تناقض كبير وفاضح في الإفراج عن الكمية المحتجزة، لتضع المنتج المحلي في مهب الريح خلال فترة وجيزة جدا، وفق المذكرة رقم "1342".
يأتي ذلك عقب تقدم المؤسسة العامة للخدمات الزراعية وفق مذكرة رقم "685" بتاريخ 8 جمادى الثاني من العام الجاري، تقدمت بها إلى وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية، ضيف الله شملان، طالبته التوجيه للمختصين عدم منح التجار المستوردين للتمر الهندي "الحُمر"، أي تصاريح حتى يتم شراء الكمية المتوفرة لدى المؤسسة البالغة 30 طنا من المنتج المحلي، مبينة أن عملية إيقاف الاستيراد دعما وتشجيعا للمنتج المحلي.
بدوره وجه وكيل الزراعة والري لقطاع الخدمات، الإدارة العامة للتسويق بإيقاف تصاريح استيراد منتج "الحُمر" حتى يتم تصريف وبيع المنتج المحلي، وإلزام المستوردين بشراء المنتج الوطني.
وحملت الوثيقة رقم "685" تأكيد وكيل الوزارة، لمؤسسة الخدمات الزراعية بناء على توضيح من إدارة التسويق، أن كمية التمر الهندي، لا زالت في ريمة، وأنهم أي "إدارة التسويق ملتزمين بإيقاف تصاريح استيراد "الحمر".
وتنتشر اشجار التمر الهندي "الحُمر" في بعض المحافظات أبرزها، إب، تعز، حجة ومديريات محافظة ذمار الغربية عتمة ووصابين، بالإضافة إلى محافظة ريمة، التي تنتج بمفردها منطقة وادي مزهر كمية كبيرة تتراوح بين 70 ـ 85 طناً في الموسم الواحد، وفق محصول تقديري للشجرة الواحدة قرابة 2700 كجم.
ويبذل مزارعي "التمر الهندي" جهودا كبيرة في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتج المحلي، بهدف التقليل من فاتورة الاستيراد، الذي يجب على الجهات المعنية توجيه تجار الاستيراد نحو شراء المنتج المحلي من "الحمر" ودعم المزارعين بتوفير ماكينات خاصة بالوزن والتغليف بما يحفظ جودة المحصول.
ورغم أهمية التمر الهندي "الحمر" إلا انها في بعض المناطق لم تحظ بأي اهتمام من الأهالي رغم انتشارها في مختلف المناطق تنبت بصورة تلقائية لتصل عمرها لألف عام، تقاوم كل الفصول، بحاجة للتوعية بأهميتها الاقتصادية للأسر وفوائدها الصحية الواسعة، في علاج الإسهال والإمساك والحمى والملاريا.