مرثاة أب لأبنه الشهيد
السلام عليك يا نشوان، السلام عليك ياولدي الشهيد، السلام عليك يا أصدق الشباب وأوفى الأوفياء، السلام على روحك المشرئبة نحو المجد، السلام على جسدك المزروع في أرض تحنّت بدمائك ..
ولدي الحبيب نشوان دعني أخبرك بعض التفاصيل التي حدثت بعد رحيلك..
أمك تتصفح الصور ، صورةً صورة منذ أن كنت صغيرا، ودمعها يتساقط مدرارا، إنها تمسك بصورتك وتقربها الى عينها لضعف بنظرها ثم تراها بقلبها وتُقبلها، وتمسك بأخرى وتضمها إلى صدرها، فحيناً أسمع أنينها، وطوراً اسمع نحيبها..
حارتك الحزينة علقت صورتك وساماً على صدر شارعها الرئيسي..
عائلتك الثكلى غرست مبادئك شجرة فخار وأودعت طهرك عنفواناً يحكي قصة بطل مقدام ويروي للأجيال حكاية نسر عانق الشمس وأنشد لحن الخلود..
رحلت يا ولدي نشوان، ولكنك وشحت أعناقنا بقلائد العز والشرف، وأشعت في نفوسنا الراحة والطمأنينة ..
صحيح فارقنا جسدك ياحبيبي ولكن صورتك لا زالت في العقل والقلب، تنور أذهاننا وتذكرنا كل لحظة أن علينا أن نكمل المشوار لأنك تستحق ان تكافىء لما بذلته من تضحية وحب وفداء ..
صحيح أنهم حرمونا منك جسداً ياولدي وفاضت قلوبنا حزناً وكمداً على رحيلك، لكن فخرنا باستشهادك بلسم الجرح، واعتزازنا ببطولتك خفف المصاب، يكفينا فخراً مانسمعه من رفقائك واصدقائك عن أخلاقك وطيبة قلبك ، عن تفانيك وعطائك، يقولون: ارفعوا رؤوسكم بهذا البطل، هنيئاً لكم بهذا البطل الشهيد، وانا اقول لك إن أنصف التاريخ سيكتب اسمك يا نشوان خالداً على جبين الشمس وسيحفر الدهر صورته فوق صدره ..
نشوان، يا فلذة كبدي، أنت أكبر من الكلمات وأعظم من كل اللغات، أنت أبجدية البطولة، من شرايين قلبك نسج العنفوان رداءه، ومن قدسية روحك استمدت الشهادة ألقها ، كنت أسير بين الناس مزهواً لأنني أبو نشوان، أبو علي، أبو المروءة والوفاء، أبو السماحة والكبرياء، والآن أقف أمام الله والتاريخ منتصباً، شامخ الهامة، معتزاً بأنني أبو الشهيد البطل المقدم نشوان عبدالعزيز القدسي..
الفاتحة لروحك الطاهرة ولجميع شهداء الوطن وجميع أموات المسلمين .
والدك العميد الدكتور
عبد العزيز أحمد القدسي