ملف الأسبوع

من كتاب: ملف الثمانينات عن حرب المخابرات

من كتاب: ملف الثمانينات عن حرب المخابرات

سيظل عمل المخابرات هو المحدد في علاقات الدول.. وفي إدارة تلك العلاقات من تحت الطاولة كما يقولون، لأن هذا العمل يتحرى أن يكون خفياً قدر الإمكان وأن تسير هذه الحرب المخابراتية في أعلى درجة سرية ممكنة..

لكن تبقى المخابرات الأمريكية هي المحور الرئيسي في معرفة حقائق كل الحروب التي شهدتها وتشهدها المناطق الإقليمية والدولية..
لأن لأمريكا أطماعها وعدائياتها ورغباتها في الاختراق والاستحواذ والهيمنة.. لذلك هي تعتمد الهيمنة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.. وعلى وجه الخصوص الهيمنة الاستخبارية..
وفي هذا المضمار يقرأ لنا كتاب دور المخابرات الأمريكية في إدارة الصراعات.. وفي مفاصل اهتمامها تنشأ قضايا شائكة وتعرف معلومات جد مهمة..
ومن هذه المعلومات:
المسؤون في المخابرات وما قاموا به من كشف خفايا ومعلومات وأعمال كانت تقوم بها هذه الإمبراطورية الاستخبارية الواسعة والمتعددة الاهتمامات ونورد هنا ما ذكره وكشفه فيكتور ماركيني مساعد مدير البرمجة والتمويل ثم مساعد مدير العمليات في المخابرات الأمريكية خلال فترة زمنية وصلت الى 14عاماً قضاها على معرف حقيقية في ما يجري في دوائر هذه المخابرات..
وفي هذا الاتجاه يؤكد فيكتور ماركيني إن مهمة المخابرات الأولى يتمثل في الرقابة والتنسيق ووضع المعلومات لتقديمها الى رئيس الدولة والمسؤولين فيها.. ولكن المخابرات الأمريكية تحولت من هذه المهمة الى مهمة أخرى إضافية وأصيلة في عملها والمتمثل في التدخل غير المشروع وغير الأخلاقي في الشؤون الداخلية للدول الأجنبية, بل أن شهية التدخل تحول لدى هذه الإمبراطورية الاستخبارية الى الداخل الأمريكي.. واعتبرت الفضيحة التي خرجت الى العلن في العام 1980م أحدى تجلياتها المريبة والمثيرة للاهتمام العالمي الذي كشف عن التدخلات المريبة والمتعددة لهذا الجهاز المخابراتي الذي يعتبر دولة داخل دولة..
وإزاء تلك الفضيحة تشكلت لجان من الكونجرس الأمريكي لضبط توسع التدخلات غير المشروعة وغير القانونية للمخابرات الأمريكية في العديد من الشؤون الداخلية للحكومة الأمريكية وكشفت تلك اللجان أموراً مهولة من النفوذ الطاغي للمخابرات الأمريكية، وأوضحت حقائق ما كانت تقوم به..
وهذا ما دفع فيكتور ماركيني الى تأليف كتاب عن التدخلات غير المشروعة وغير الاخلاقية للمخابرات الامريكية.. ولكن هذا الكتاب اخضع للرقابة الشديدة.. واندفعت المخابرات الامريكية الى التدخل السافر ومنعت طباعة ونشر الكتاب بحجة دواع امنية وبعد سنوات سمح بطباعة الكتاب وتمت الموافقة على طباعة ونشر الكتاب بعد ان تم حذف 168صفحة من الكتاب صونا لامن الدولة وقد ذكر المؤلف في مقدمة كتابه الذي اختار له عنوان: "المخابرات الامريكية وعبادة الاستعلام" انه بذلت جهودا مكثفة للحيلولة دون اصداره بما فيها استخدام العنف ضده.
* خبير عسكري استراتيجي

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا