الشهيد النقيب الزايدي.. شجاعة واستبسال
المواقف البطولية التي سطرها الشهداء في ميادين الجهاد نابعة من نهج الثقافة القرآنية التي نهجوها وعلمتهم حب الله ورسوله وتعبدوا في محارب الجهاد وحرروا أنفسهم من حب الحياة
وآثروا حب الله على كل شيء في هذه الدنيا الزائلة..
وهنا نتحدث عن أحد هؤلاء الأبطال المجاهدين الذين نهجوا النهج القرآني المحمدي في مسيرة حياتهم الجهادية إنه الشهيد البطل النقيب حسين صالح علي بن علي الزايدي الذي عرفه الجميع بأخلاقه وتواضعه وكرمه وشجاعته وثباته وصموده, مخلصاً لدينه ووطنه ولم تهزه المتغيرات من حوله, بل كان صابراً محتسباً ومتفانياً ومخلصاً في أداء واجبه, محباً لله ورسوله وآل بيته الأخيار.
لقد كان الشهيد النقب الزايدي- سلام الله عليه- من أوائل الملبين لنداء الواجب الديني والوطني من بداية العدوان الإسرائيلي الأمريكي والسعودي إماراتي على شعب الإيمان والحكمة, وآثر حب الله ورسوله على كل هوى فمضى في سبيل الله بكل شجاعة واستبسال وجعل من نفسه شمعة تحترق ليستضيئ الآخرون بنورها ومن عظامه جسراً ليعبر الآخرون إلى الحرية والكرامة والعزة.
الشهيد الزايدي- سلام ربي عليه- انطلق مجاهداً في سبيل الله ودفاعاً عن الأرض والعرض ونصرةً للمستضعفين وكان أحد أبطال سلاح الطيران المسير الذي قض مضاجع العدو السعودي في عقر داره وفي عمقه الاستراتيجي وأذاقه أشد الخسائر الاقتصادية التي تعتبر رأس اقتصاده والتي يعتمد عليها في تمويل عدوانه على اليمن.
لقد شارك الشهيد النقيب حسين الزايدي في مختلف الجبهات والميادين منذ بداية العدوان الغاشم على أبناء الشعب اليمني وكانت آخرها في جبهات مأرب التاريخ والحضارة حيث سطر فيها أروع التضحيات والملاحم البطولية وهو يواجه قوى الشر والعدوان ومرتزقتهم في معركة تحرير مأرب متسلح بقوة الإيمان وثقافة القرآن التي لا يخالطها الشك, التي انتصرت للمظلومين والمستضعفين في محافظة مأرب واستطاع هذا المجاهد الجسور المقدام إلى جانب رفاق دربه من أبطال الجيش واللجان الشعبية كسر غرور وكبرياء قوى العدوان ومرتزقتهم والذين كان مصيرهم الفرار والانهزام وأصبحت مدينة مأرب قاب قوسين أو أدنى من تحريرها من أيادي الظالمين والفاسدين الذين ارتكبوا جرائم السلب والنهب وانتهكوا الحقوق والحريات بحق أبناء مأرب الشرفاء.
وبعد مشوار جهادي طويل حافل بالمواقف البطولية والتضحيات الجسام والبذل والعطاء في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الأرض اليمنية في ميادين القتال وبعد أن قدم لنا دروساً قيمة عن معان الجهاد، نال ما كان يتمناه وهو رضا الله سبحانه وتعالى فنال الشهادة في ميادين الشرف والبطولة وهو على مشارف مدينة مأرب فسلام الله عليه وعلى روحه الطاهرة.