ملف الأسبوع

الشهيد الرائد أبو جهاد الشبيب.. فارس جبهة العبدية

الشهيد الرائد أبو جهاد الشبيب.. فارس جبهة العبدية

شجاعة وبطولة وتضحية في جبهات الشرف والكرامة, فيصاب بعدة جروح, وما أن يشفى من جراحه إلا ويأبى إلا أن يعود مرة أخرى إلى جبهات العزة والشموخ,

جاهد ثم جاهد فثالثهما جاهد صولات وجولات في سبيل الله ودفاعاً عن حرية واستقلال الوطن, هذا باختصار ما حمله الشهيد أبو جهاد الشبيب.
حمل في قلبه الولاء الصادق والإيمان الراسخ وثقافة الجهاد والاستشهاد وسار على طريق السائرين وفق النهج القرآني والنهج المحمدي وعلى خُطى آل البيت عليهم السلام الذين وقفوا ضد الظلم والظالمين إنه - الشهيد البطل المجاهد الرائد عمر نجيب صالح علي الشبيب - قرية بني شايع- مديرية سنحان- محافظة صنعاء- الذي كانت حياته الجهادية حافلةً بالبطولات والتضحيات والفداء من أجل نيل سيادة وحرية واستقلال اليمن الغالي من الطامعين والغزاة المحتلين.
الشهيد أبو جهاد الشبيب- سلام الله عليه- كان مثالاً للصدق والوفاء والتواضع والأخلاق, عرفه الجميع مخلصاً متفانياً في عمله وشجاعاً بمواقفه البطولية المتشبعة بالقيم والمبادئ المناهضة للهيمنة والتبعية.
الشهيد الرائد عمر الشبيب- سلام ربي عليه- انغرس في كيانه ووجدانه روحية التسليم فما أن سمع نداء الهدى حتى ازداد إيماناً ووعياً وبصيرةً وسار مسارعاً إلى الميدان لكي يجسد توجهات القيادة في واقعه العملي لأن أفعاله كانت تتحدث أكثر من أقواله, فوقف في وجه العدوان الغاشم صامتاً ثابتاً وسار على درب الأحرار والمناضلين الثابتين على مواقفهم والمدافعين عن كرامتهم.
الشهيد أبو جهاد شارك وخاض معارك عديدة في عدد من الجبهات متنقلاً من (جبهة نهم إلى الساحل الغربي- إلى جبهات الحدود وما وراء الحدود - إلى صرواح- إلى البيضاء- إلى الجوف) وسطر فيها أروع الملاحم البطولية والفدائية وهو يذود عن حياض الوطن الحبيب بكل شجاعة واستبسال وعزة وشموخ جٌسدت قوة الإيمان الذي يتحلى به هذا المجاهد المغوار, حيث كان في مقدمة الصفوف بل في الأنساق الأمامية لمواجهة قوى العدوان ومرتزقتهم ولقنهم أشد الهزائم النكراء وجعلهم يفرون من أمام ضرباته الحيدرية أذلاء صاغرين كيف لا؟ وهو أحد أبطال العملية العسكرية "نصر من الله" الحدودية التي تشهد له ببطولاته وإقدامه وصموده وثباته حتى تحقيق النصر الأسطوري في هذه العملية الواسعة أمام مرآى ومسمع العالم أجمع.
لقد خط الشهيد بدمه عنوان العزة والكرامة لأبناء الشعب اليمني في مواجهة قوى الاستكبار العالمي الصهيوأمريكي وعملائهم السعوإماراتي ومرتزقتهم الخونة وقدم النموذج الحقيقي لكل المؤمنين الصادقين وأثبت بدمه أنه المؤمن الصادق مع الله ورسوله فقدم روحه الطاهرة لتكون عنواناً للنصر.
بعد أن رأت القيادة الثورية ضرورة تحرير محافظة مأرب التاريخ والحضارة من أيادي الطغاة ومرتزقتهم وعناصرهم الإرهابية انتقل الشهيد (أبو جهاد) الشبيب إلى جبهات مأرب وشارك مع رفاق دربه المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية في تحرير عدد من المناطق والمواقع والقضاء على الطغاة والمستكبرين وكان له دور بطولي في هذه الجبهات أثناء المعارك والمواجهات الحاسمة ونكل بأعداء الله اشد تنكيل وكان أحد الأبطال الأشاوس الذين اقتحموا معسكر ماس الاستراتيجي.
لقد سطر الشهيد الرائد عمر نجيب الشبيب- سلام ربي عليه- في معركة النفس الطويل في جبهات مأرب أروع البطولات الفدائية النادرة وخاصةً في جبهة العبدية حيث كان فارساً مقداماً لا يهاب الموت واستطاع جنباً إلى جنب مع رفاق دربه من أبطال الجيش واللجان الشعبية تحقيق انتصارات نوعية ساحقة رغم ما تمتلكه قوى العدوان من إمكانات عسكرية حديثة ومتطورة ولكن الثقة التي يحملها هذا الشهيد ورفاقه جعلت من المستحيل ممكناً واستطاعوا تحطيم آمال الغزاة والمحللين ودحرهم بكل ثقة والتقدم نحو مدينة مأرب لتحريرها من دنس المعتدين الآثمين وهاهم الأبطال على مشارفها والنصر قاب قوسين أو أدنى.
وبعد حياة جهادية حافلة بالبطولات والتضحيات في مختلف جبهات القتال الداخلية والخارجية قضاها الشهيد الرائد عمر نجيب صالح الشبيب وأثناء عملية هجومية في جبهة العبدية بمأرب وبعد أن لقن قوى العدوان ومرتزقتهم العديد من الدروس والضربات القاسية وعند تطهير هذه المديرية ومطاردة جحافلهم المرتزقة قام طيران العدوان الغادر بقصف المجاهدين الأبطال فقدر الله له أن تكون محطته الأخيرة وهو في ساحات الوغى يواجه أعتى غزاة العصر والمجرمين فارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها ونال اشرف وسام منحه الله للمؤمنين الصادقين وهي الشهادة وهذا حال - الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه- فالرحمة والخلود لشهيدنا البطل ولكل الشهداء الأبرار.. ولا نامت أعين الجبناء.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا