«وعد الآخرة» وعنفوان أبطال الخامسة
اليوم تتفتح شهية القلم، وتثور براكين اللغة، وتتسلق الكلمات جبال الشموخ، وتتأنق الحروف بزي منسوج من حرير الفخر، وترفرف المشاعر في سماء العزة بجناحين من نور البصيرة ونار العزيمة.
ما اعظم النتائج التي تصنعها توجيهات الله في واقع الحياة، تلك التي تزود البشر بكل الآليات التي تدبر شؤونهم ومنها آلية إعداد القوة المعنوية والعسكرية في التصدي لكل صور الإجرام والطغيان ضمن معادلة النصر الإلهي التي لا تتبدل ولا تتغير، وما أعظم الحديث عن مشاهد العرض العسكري الذي سطره اليوم رجال اغترفوا من فيض التقى واقتبسوا من نور الهدى، فحملوا أمانة الدفاع عن هذا الوطن وصانوها، وانطلقوا بكل عزيمة واستشعار لعظيم المسؤولية الملقاة عليهم، تحفهم بركة الله وتكلؤهم عنايته، وقد وسع الله لهم في رقعة أحلامهم ومد لهم في حبال رجائهم، فتجلت فيهم آيات الإعجاز الرباني، ورأينا شمس النصر بازغة في سواحل الحديدة يتألق نورها وينبعث منها شعاع الأمل الذي يترقرق في الصدور وينفذ إلى العقول ويصل إلى أعماق النفوس ليزيدها إيمانا ويقينا بصدق وعد الله ووعيده في الدنيا والآخرة.
قد أسفر الصبح لذي عينين، وكل من يتابع آخر مستجدات الساحة العسكرية، وبعد عرض وعد الآخرة لجنود المنطقة الخامسة يجب أن يفهم أن الصبر وإن كان حملًا ثقيلًا لكنه طوق نجاة للمستضعفين الواعين والمظلومين المتحركين وأن الشعب اليمني يرتشف اليوم عذوبة القوة والكرامة من ينابيع الثقة بالله والصبر والصمود.
اليوم يجب على الجميع ادراك أن أرواح أبناء الشعب اليمني الثائرة والبطولية لاتقبل بمعادلات الذل والانكسار مهما عصفت بها رياح الطغيان وهوت عليها سياط الإجرام وطالت عليها السنون؛ لأنهم صناع المعجزات العظام في وجه كل الصعوبات والتحديات؛ ولأنهم من خلال عرض اليوم وكل العروضات العسكرية السابقة قدموا عهدًا موثقًا بدم الشهداء بأن هناك من آيات التأييد الإلهي والبأس اليماني ما يفتي السائل من الناس بأن نهاية المجرمين اقتربت وأن أهدافهم في اليمن تبخرت وأن العاقبة للمتقين.