الرئيس المشاط: قادرون على ضرب أي نقطة في البحر من أي مكان في اليمن
حمل من الرسائل والدلالات الكثير ذلك العرض المهيب الذي جعل كثير من المتابعين والمراقبين على المستويين المحلي والدولي يتخيل أن اليمن تعيش في مرحلة من الرخاء والسلام
وليس دولة محاصرة لأكثر من سبع سنوات ونيف تواجه أقوى وأعتى دول العالم التي تحالف في عدوان لم يشهد له تاريخ اليمن بمراحله المختلفة مثيلاً, لكن الإرادة والعزيمة والاصرار للقيادة والشعب والجيش معا حققت الكثير من النجاحات وما هي هذه العروض لتشكيلات من وحدات قواتنا المسلحة البرية والبحرية والجوية التي تخللها عرضا آخر لأسلحة فتاكة للدفاع عن السيادة الوطنية برا وبحرا وجوا .. وفي هذا العرض العسكري المهيب للمنطقة العسكرية الخامسة وألوية النصر والقوات البحرية والدفاع الساحلي والقوات الجوية والدفاع الجوي في محافظة الحديدة كان للمشير الركن مهدي المشاط .. رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة كلمته التي حملت في طياتها الكثير من الرسائل الهامة للداخل والخارج .
وأشار إلى القوة الرمزية التي قدّمت عرضاً في هذا الميدان، الذي انطلقت منه مسيرة البنادق التي دعا إليها الشهيد الصماد في يومه الأخير، وأوقفت جحافل جرارة من جيش العدوان، وكبحت جماحها حتى جرت أذيال الهزيمة مولية إلى غير رجعة.
وعبّر عن الشكر لقيادات وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، والمنطقة العسكرية الخامسة، وهيئة التدريب والتأهيل في وزارة الدفاع، ومحافظ الحديدة على ما قام به من اهتمام ودعم ومساهمة لإقامة هذا العرض.
مكاسب الصمود
كما عبّر الرئيس المشاط عن الشكر للمشاركين في هذا العرض على الأداء العالي عرضاً في الميدان وفي المعركة واقعاً .. وقال: "إن العرَق الذي يتصبب منكم، وأنتم في هذا الميدان والدماء التي تراق منكم في ميدان المعركة، لهو العطر الذي يتنسمه كل الأحرار في هذا الجيل، والأجيال اللاحقة، لما قدمتموه من مواقف الشرف والبطولة".
وأضاف: "من خلال هذا العرض، وصلنا إلى قناعة أن المستوى الذي وصل إليه جيشنا مستوى عال لا يضاهى، وهذا من مكاسب الصمود في مواجهة الغطرسة والعدوان، الصمود الذي أثبتم وأنتم في الميدان، وأنتم في ميدان المعركة، إن نماذج الصمود الأسطورية التي سطرتموها مع إخوتكم من جميع المناطق العسكرية ومحاور القتال ستدرّس للأجيال اللاحقة، لقد حطمتم كل النظريات وأبدعتم في إيجاد معادلات مضادة لكل تلك النظريات".
الوعي والايمان
وتابع الرئيس المشاط : "إننا لن نفاخر بعدد أو عدة، أو أي مظهر مادي، هذا شيء إيجابي، لكنه ليس كل شيء، الذي نثق به ونعتمد عليه ونراهن عليه بعد الله، هو مستوى الوعي والإيمان والروحية الجهادية والتضحية والاستبسال والتقوى والصبر والتفاني، وكل معاني السمو، ومكارم الأخلاق، التي قد حزتموها من مدارسكم الجهادية بمتارس القتال".
وتوجه الرئيس المشاط بالشكر لأبناء محافظة الحديدة الشماء والصمود، وحجة الشموخ، ومحويت الوفاء، وريمة المروءة، التي رفدت هذه المنطقة، وتصدت لكل جحافل جيش الطغاة، وأعادتهم على الأعقاب، والشكر أيضا لعلماء هذه المحافظات ولسياسييها ومثقفيها ومبدعيها، وكل أبنائها الذين قدموا النموذج المشرف في الصمود والوقوف في وجه العواصف.
القيادة الحكيمة
وأكد أن "المسيرة النيّرة والقضية المحقة والعادلة والموقف الصحيح والقيادة الحكيمة هي من حوّلت هؤلاء المستضعفين إلى هامات عالية وجبال شماء شاهقة، وقفة السيد القائد -حفظه الله- معكم ومعكم كل أبناء هذا الشعب الشرفاء، وسنستمر جميعاً في الوقوف معكم أمام أي الأخطار التي تحدق بهذه المنطقة".
راية اليمن
وأشار إلى أن الدماء، التي سفكت بغير حق، وفي مقدمها دماء الصماد الطاهرة، وكل الشهداء حوّلت أبناء هذه المحافظات، وكل محافظات اليمن إلى كتلة صلبة من الثبات والإيمان .. وقال: "أنتم أيها الأخوة ومعكم إخوانكم في جميع المناطق العسكرية رفعتم راية اليمن خفاقة بين الأمم، وإنني أقول لكم إنه لأول مرة في حياتي أذرف دموع الفرح اليوم في هذه المنصة".
الرئيس المشاط : لم تستطع ولن تستطيع أي قوة في هذا العالم أن تمحو اليمن من الخارطة
استطاعت القوات المسلحة بمختلف صنوفها البرية والبحرية والجوية أن تصل الى مستويات متقدمة من حيث التأهيل والتدريب والتسليح والتصنيع الحربي المتطور الذي يفاجئ الجميع وفي مقدمتهم تحالف المعتدين بإزاحة الستار عن جديد المنظومة الصاروخية التي في الخدمة .
المستوى المتقدم
ولفت الرئيس المشاط إلى أن "المستوى المتقدم الذي وصل إليه شعبنا كل ذلك بسبب التضحيات التي قدمتموها، إن الثقافة الصحيحة ثقافة القرآن وقوة الحق واختيار الموقف المحق وقذارة العدو، كانت كلها كفيلة بأن تعيد تسمية التاريخ لبلدنا كمقبرة للغزاة".
بركان الصمود
وأضاف: "ظن العدو متجاهلاً ومتغطرساً أنه سيلتهم هذه المناطق في غفلة منه للتاريخ، فأصبح على بركان صمودكم يتجرع الهزيمة والهوان، من هنا من حيث التضحيات الجسام، قدمت في مواقف العطاء، وأنهار الدماء أريقت في سبيل الله والمستضعفين في هذه الأرض، سنواصل المشوار معكم أيها المجاهدون، في جيشنا اليمني، حتى يكف المعتدون -بإذن الله- وحتى يرعوي الطامعون".
ومضى بالقول: "نعلن أننا لن نشكل في يوم من الأيام خطراً على أحدِ لم يتآمر على بلدنا، ولن نشكل خطراً في يوم من الأيام على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بل على العكس أثبتنا طوال الفترة الماضية انضباطنا الكبير رغم الحصار الظالم، ورغم معاناة شعبنا".