بريطانيا.. الدور الخبيث في العدوان على اليمن
زين العابدين عثمان
في مضمار العدوان الكوني الذي يشنه معسكر الشر أمريكا بريطانيا والسعودية والإمارات على اليمن منذ 2015 ليس غريبا ان يلاحظ الجميع بريطانيا جزءاً رئيسياً في منظومة العدوان على اليمن
و مشاركتها العسكرية الواسعة التي توازي في أبعادها وتفاصيلها مشاركة أمريكا.
فالدور الذي تقوم به بريطانيا يجعلها تعتبر ثاني اكبر داعم للعدوان على اليمن بعد أمريكا والمستفيد الثاني من ما يجنيه هذا العدوان سواء في تدمير مقومات اليمن أو السيطرة عليه و نهب ثرواته. فمخططاتها وأهدافها الإجرامية ودورها التدميري الذي تلعبه في الحرب اخطر أحياناً من الدور الأمريكي في بعض أنشطته ومساراته .
فبريطانيا لا تلعب دوراً محدداً كالاقتصار على الدعم والمشاركة العسكرية بل يتعدى ذلك إلى مستوى إدارة وقيادة الحرب نفسها وهذا شي بديهي فالسعودية والإمارات مجرد أدوات وقفازات للأمريكي والبريطاني الذي يعتبرون أطرافاً أصليين ومن يتقاسمون قيادة دفة الحرب التي لم تأت إلا استجابة لمشاريعهم وأهدافهم الاستعمارية والتدميرية.
لذلك دور بريطانيا متعدد وشامل كما هو الدور الأمريكي فعلى جانب الدعم العسكري وفرت بريطانيا كل أنواع الدعم للأدوات" السعودية والإمارات" منها أسطول من المقاتلات والأسلحة والعتاد الميداني ومجموعات كبيرة تقدر بالآلاف من الصواريخ والقنابل الهجومية التي ألقيت على رؤوس الشعب اليمني.
كما وفرت مئات الضباط والطيارين البريطانيين والاستشاريين والخبراء الذين لازالوا يتواجدون إلى الآن في القواعد الجوية في السعودية والإماراتية والذي يعملون في مهام مختلفة منها التدريب والتأهيل وإدارة وتنفيذ معظم العمليات الحربية البرية و الجوية.
أما على مستوى البحر شاركت بريطانيا بمجموعات من القطع البحرية إضافة إلى المشاركة المباشرة لأساطيلها في مياه البحر الأحمر والعربي مع عدد من حاملات الطائرات في شن العمليات الجوية داخل اليمن وفرض الحصار البحري الخانق على كل الموانئ والمنافذ البحرية.
قيادة الحرب : دفعت بريطانيا بعشرات من جنرالاتها في إدارة دفة المعارك والعمليات و وضع الخطط العملياتية وتوجيه الأوامر للقوات السعودية والإماراتية ومرتزقتها على الأرض للتحرك وفق مايتم وضعه حرفيا فالكثير من البرتوكولات التي يتم تنفيذها ميدانيا تأتي وفق توجيهات مشتركة بريطانية وأمريكية.
لذلك حجم الدعم والتدخل البريطاني في العدوان على اليمن يتعدى مفهوم المشاركة التي تتوقف عند سقف توفير السلاح والدعم اللوجستي للسعودية والإمارات فحقيقته تثبت انه شامل ومتكامل فقيادة العدوان وفرض الحصار وإدارة العمليات الحربية يثبت أن بريطانيا شريك أساسي مع أمريكا حتى على مستوى الحرب الاستخباراتية التي تعلب فيها الاستخبارات البريطانية MI6 دوراً رئيسياً فهي المسؤولة عن معظم العمليات الأمنية التي استهدفت الجبهة الداخلية للشعب اليمني وزعزعة الاستقرار كما أنها تدير شبكات جاسوسية واسعة في الداخل وهذا احد الجوانب الخطيرة التي تلعبه دول الجوار أنها تأخذ على عاتقها قيادة مخطط تقسيم اليمن وتمزيقه جغرافيا إلى أقاليم ودويلات كما توضحه معطيات الأحداث الجارية في المناطق الجنوبية اليمنية التي تحتلها مع شريكها الأمريكي وأدواتهم السعودي والإماراتي ومرتزقتهم .