أمام موقفنا الإيماني الجهادي .. ليفهم العدو والعميل
قواتنا المسلحة أذهلت العالمفي مواجهتها المباشرة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي
العميد: الهيثم منصور نمران*
في الحرب العدائية لكيان الاحتلال الصهيوني على إخوتنا من الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والموقف العالمي الواضح والداعم للكيان في حرب الإبادة الجماعية
ولا يزال ذلك الموقف المخزي يتجدد في المحافل الأممية ودول الاستكبار العالمي ومن دار ويدور في فلكهم من الصامتين والمتخاذلين والمطبعين وعلى مدى عشرة أشهر من سفك دماء الأبرياء وحرب التجويع والحصار وإلقائهم اللوم على الضحية تاركين ذلك الجلاد يسرح ويمرح ولا يلقي لنداء الضمير الإنساني لأحرار العالم أي بال وعلى غرار هذا الإصرار الوحشي والصلف الصهيوني برز الموقف الإيماني الجهادي لمحور المقاومة المناصر والمساند للشعب الفلسطيني في لبنان والعراق ويمن الإيمان وبين الموقفين من العدوان على غزة تتكشف الحقائق وزيف الضمير الإنساني ويبرز النفاق العالمي تجاه القضية الفلسطينية التي تنشد الحرية وحق الحياة على أرضها وتصارع المحتل الغاشم على مدى عقود من الزمن في ثمن قدمت فيه من خيرة رجالها وأبنائها ونسائها وأطفالها الأبرياء..
في حين صمت العالم أمام حرب الإبادة الجماعية وآلاف المجازر الوحشية وصور الدمار الذي حل بمدنها ومخيمات نازحيها ومدارسها الإيوائية وكل أشكال الحياة يوازي ذلك خذلان عربي وعالمي وأنساني أعطى الجلاد الحق في إبادة الضحية وبالتوازي مع ذلك ظهرت الأصوات الحرة التي لم تترك هذه القضية على حالها ولم تتخاذل أو تصم أذانها أو تتعامى عن كل ما يحصل بل وتقدمت مواقفها الثابتة تجاهها وبذلت الأرواح والدماء لتعزيز وإسناد هذه القضية..
المواقف الاسنادية لمحور المقاومة
غزة العزة وقضيتنا الفلسطينية وعلى مدى عشرة أشهر من الحرب الإجرامية الوحشية للكيان الصهيوني المارق ومجازره البشعة التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين والجرحى وحرب التجويع وسفك دماء الأبرياء من النساء والأطفال العزل وإزهاق الأرواح في صور يندى لها جبين الإنسانية واستنكرتها كافة الشرائع السماوية وإدانتها كل أحرار العالم والشعوب الحرة وخرجت المظاهرات في الجامعات والساحات والشوارع تطالب بوقف الحرب الهمجية الظالمة والإبادة الجماعية في كل مدن وعواصم العالم تنشد الحرية وحق الحياة للفلسطينيين ووقف العدوان على غزة وساكنيها في حين صمتت المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمفوضية الأوروبية والمنظمة الإسلامية وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والخليجي واكتفت ببيانات التنديد والشجب والاستنكار كما كان للتخاذل العربي الخليجي حضوره الملفت بل والدعم والمؤازرة لكيان الاحتلال الصهيوني عنوان عريض وبارز من دول التطبيع سياسيا وإعلاميا واقتصاديا وإمداد الكيان بكل احتياجاته ومستلزماته في حين قطعت على إخواننا في غزة لقمة العيش ومع هذا وذاك كانت المواقف الاسنادية لمحور المقاومة في لبنان والعراق واليمن لها صولاتها وجولاتها إلى جانب المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد وبقية الفصائل المجاهدة في غزة والضفة الغربية التي نكلت بجيش الاحتلال رغم تواضع قدراتها القتالية إلا أنها نكلت بجنوده وضباطه وآلياته ومدرعاته الحديثة..
ملاحم بطولية
ففي لبنان سطر مجاهدو حزب الله ملاحم بطولية في دك مواقع وتحصينات العدو الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة وإمطار المغتصبات الصهيونية بآلاف الصواريخ الموجهة والثقيلة والمسيرات الانقضاضية والاستطلاعية التي رصدت الأهداف العسكرية والاستراتيجية وعملت على تدمير الحالة النفسية لمستوطني الكيان وقتل وجرح مئات الضباط والجنود وتدمير البنى التحتية والزراعية والاقتصادية ونزوح ألاف المستوطنين وكان للمقاومة العراقية رشقات من الصواريخ والمسيرات على أهداف حيوية داخل العمق الصهيوني ووصولا للتنسيق والتعاون مع القوات المسلحة اليمنية في ضرب أهداف وتعطيل الملاحة في مواني العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة..
المعركة البحرية
والى يمن الأحرار والإيمان والحكمة حيث كانت المواجهة مباشرة مع قوى الاستكبار العالمي مع البحرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية في معركة محتدمة مع القوات المسلحة اليمنية في أعالي البحار وبمراحل متتالية إلى جانب القصف الصاروخي والمسير إلى ميناء أم الرشراش فكان البحر الأحمر بداية المواجهة في تغيير مسار أول سفينة إسرائيلية جالكسي ليدر إلى الساحل اليمني تلاها استهدافات متتالية من القوة الصاروخية الباليستية وسلاح الجو المسير والقوة البحرية بكامل إشكالها وصنوفها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لسفن الكيان الصهيوني والمتجهة إليه فقط.
ومع إقحام العدو الأمريكي والبريطاني نفسه في الدفاع عن الكيان أدرجت قواتنا المسلحة سفنهما التجارية والحربية ضمن قائمة الاستهداف وتحولت المواجهة الثالثة إلى البحر العربي وخليح عدن والمحيط الهندي وقدمت قواتنا المسلحة نموذجا راقيا في خوض المعركة بقدرة نوعية وكفاءة عالية وحصار كامل على سفن العدو وداعمية.
وشكل الاتحاد الأوروبي تحالفه البحري لخوض مهام قتالية إلى جانب التحالف الأمريكي البريطاني حارس الازدهار والتي باءت كلها بالفشل أمام مواجهة قواتنا المسلحة وجاءت المرحلة الرابعة التي أعلنت عنها قواتنا المسلحة لاستهداف السفن التجارية المتجهة المواني الصهيونية المطلة على البحر الأبيض المتوسط بالتنسيق مع المقاومة العراقية وكانت المرحلة ناجحة في إطباق الحصار الكامل على كل مواني الاحتلال وكانت من ضمن هذه المراحل استهدافات متتالية ومباشرة لحاملة الطائرات ايزنهاور حتى ولت هاربة وكذلك السفن الحربية والبارجات والمدمرات وحققت قواتنا المسلحة إصابات مباشرة باعترافات قادتهم العسكريين وسحبت معظم دول الحلفين سفنهم الحربية من البحر ونجحت قواتنا المسلحة اليمنية في تحقيق هدف المواجهة في خنق الكيان وإطباق الحصار عن موانيه وفرضت حصارا كاملا على حركة الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي.
التخاذل العربي
ومع هذه الهزيمة المدوية للأمريكي وحرجه أمام العالم أوعز إلى أنظمة العمالة والتخاذل المساندة للعدو الإسرائيلي آل سعود وال زايد إلى خنق اليمن اقتصاديا خدمة لإسرائيل وطاعة لأمريكا المتمثل باستهداف البنوك التجارية ونقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتنفيذ هذه الخطوة عبر مرتزقة الرياض وأبو ظبي من وزراء ومسؤولي حكومة الفنادق.
قيادة وطنية ثورية
حيث اعتبرت قيادتنا الوطنية الثورية والسياسية والعسكرية هذه الخطوة عدواناً على بلادنا ويستوجب الرد المباشر عليه وأعطى قائد الثورة سماحة السيد القائد المجاهد عبد الملك بن بدر الدين ـ يحفظه الله ـ الضوء الأخضر للقوات المسلحة ومن خلفها أبناء الشعب بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بمواقفنا المساندة لإخواننا الفلسطينيين في غزة والضفة او محاولة ثني موقفنا من القضية المركزية والأساسية لليمنيين واستهداف الحالة الاقتصادية والمعيشية لأبناء اليمن مهما كانت التحديات والتضحيات وقد جربت تلك الأنظمة بأس اليمانيين وشدتهم وبسالتهم أثناء المواجهة خلال ثمان سنوات من العدوان الأمريكي والسعودي والإماراتي واليوم ليس كما كان بالأمس فقواتنا المسلحة طورت قدراتها والتصنيع الحربي للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والبرية والجوية والبحرية في حالة تحديث وتطوير وابتكار ومجاهدينا الأبطال في حالة استعداد قتالي وجهوزية كاملة لخوض معركة الفتح المبين والجهاد المقدس في كل القوى والمناطق والمحاور والوحدات القتالية الميدانية حتى تحرير الأقصى وكل شبر من ارض اليمن مهما كانت التكلفة.. وليفهم العدو والعميل أن موقفنا اليمني قيادة وحكومة وشعب وقوات مسلحة من إسناد غزة والشعب الفلسطيني ثابت ومتقدم ولن يتراجع أو يتزحزح قيد أنملة والقادم أعظم..
كما نجدد العهد والولاء والوفاء لشعبنا وقيادتنا ممثلة بالسيد القائد المجاهد عبدالملك بن بدر الدين ــ يحفظه الله ــ وقيادتنا السياسية والعسكرية وسنظل في أتم الجهوزية والاستعداد لأي خيارات إقليمية او داخلية ومستمرين في موقفنا الثابت المناصر والمساند للشعب الفلسطيني مهما كانت التحديات.. وسنظل سائرين على نهج مشروعنا القرآني ومسيرتنا المباركة لننال عزتنا وحريتنا واستقلالنا وكرامتنا وتطهير أرضنا من الغزاة والمحتلين وهذا عهد منا بالولاء والسمع والطاعة وما النصر إلا من عند الله ولا نامت أعين الجبناء.
*مساعد قائد المنطقة العسكرية السابعة