الشهيد البطل حسن علي درهم العزي
النقيب: محمد راجح درهم
في هذا الزمان العجيب الذي استرخص فيه كثير من الناس قيم الدين والحق والصدق ومبادئ العزة والكرامة وهم الكثرة وكنتيجة حتمية للتخاذل وعدم القيام بالمسؤوليات فقد أذعنوا فيه لسياسة القهر والإذلال
وهنا برزت نوعية أخرى هي فريدة من نوعها استقت ثقافتها من المورد الصحيح الذي دل ونبهنا عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ألا وهو القرآن الكريم وأعلام الهدى من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله فعرفت مسؤوليتها وحملت روح التضحية واسترخصت الحياة الذليلة والعيش بهوان ورفضت الحياة في موت المبادئ والقيم وأبت الإقرار بالعبودية لغير الله والانحناء لهامات الباطل وقامات الضلال( رِجَال صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيه) استرخصوا الأرواح والدماء في سبيل الله وحملوا أرواحهم على أكفهم سباقا إلى ساحات العزة والشرف ومبادئ الرفعة والسمو( فَمِنهُم مَّن قَضَىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبدِيلٗا ) تشبعت نفوسهم بالأمان والتقوى حبا في الله والتضحية والعطاء معه وفي سبيله ونالوا الفوز العظيم بأن تحيا أرواحهم في ضيافة الكريم العزيز فلم تغرهم ملذات الحياة الدنيا ولم ترهبهم تكالب الظالمين ووعيدهم فقد أيقنت نفوسهم أن ما عند الله أعظم سواء كان نعيماً أو عذاباً ووعيداً نعم لقد عظم الله في نفوسهم فصغر ما دونه .
لم يثنهم عن أداء واجبهم والقيام بمسؤوليتهم ثقافة الجمود والخنوع والخضوع والانكسار ولم يحسبوا حساب الكثرة والقلة ولم تلق إليهم هذه الثقافة يوماً من الأيام طريقا وهكذا هم الآلاف من أبناء المسيرة القرآنية الأبطال الذين عقدوا العزم على أن يكونوا عظماء ويضعوا لهم بصمات بطولية خلدها التاريخ وبكل فخر واعتزاز حين أمنوا بأنه لا قيمة للحياة إلا بالحرية وهانت دونها أرواحهم وروت دماؤهم الزكية الطاهرة تراب هذا الوطن ليعيشوا أحياء في ذاكرة الأجيال وصفحات التاريخ الناصعة وفي قلوب وضمائر محبيهم انطلقوا ولسان حالهم يقول نحن مع الله وفي سبيل الله ونحمد الله على أن وفقنا للسير على هذا الدرب درب الأنبياء والشهداء.
هنا في محطة ذكرى استشهاد أحد هذه الهامات العظيمة أردت أن أتحدث عن أناس كانوا معنا ورحلوا لكي اقتبس من ذلك النور الساطع إنه نور الشهادة أنهم الشهداء العظماء، بمواقفهم وإخلاصهم وصدقهم مع الله، وما أجمل الحديث عن هؤلاء أتحدث اليوم عن الشهيد البطل( حسن علي درهم العزي) المكنى أبو المرتضى، أحد شهداء المسيرة القرآنية.. ابعث بسلامي إليك يا صاحب الكلمات الصادقة والنفس الأبية.. إليك يارجل الميدان وأسد النزال في ساحات العزة والجهاد .. إليك يارجل المهمات الصعبة أحد رجل الرجال وأحد رجال المسيرة القرآنية هذا الرجل الذي كان شامخ القامة كان تواقاً للقاء ربه كان عابداً زاهداً شديداً على الكفار رحيماً بالمؤمنين يعرفه الصديق والعدو، أيها الحبيب... ماذا عساني أن أكتب عنك وأنت تقدم كل مالديك في سبيل الله ونصرة المستضعفين..
أمام تضحايتك وتضحيات الشهداء تعجز الكلمات أن تصفكم..فانتم حراس العقيدة وانتم صانعوا هذا التاريخ المشرف بتضحياتكم. وانتم مجد هذه الأمة وهذه المسيرة وعزتها، أنتم من يفخر بكم كل مجاهد وكل شريف وكل حر فالعظيم علينا وفائكم والعزيز علينا فراقكم فنفسي لكم الفداء وبكم وعلى دربكم الوفاء والسلام على الشهيد البطل سيدي (حسن العزي)..
فالسلام عليكم أيها الشهداء والسلام عليكم أيها المجاهدين الأبطال وإلى اللقاء في جنان الرحمن بإذن الله وان يلحقنا بكم في درب الشهداء.