اختتمت في أمانة العاصمة اليوم المرحلة الأخيرة من المسابقات المنهجية العلمية والثقافية لأبناء الشهداء بالمدارس الحكومية والأهلية، التي نظمها قطاع التربية بالأمانة والمناطق التعليمية بالمديريات.
أكد المشاركون في الندوة الفكرية حول “طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني” على ضرورة التمسك بالرؤية القرآنية للصراع مع العدو الصهيوني، والتعامل مع اليهود وفق المنهج القرآني الذي بيّن جبنهم وخوفهم.
وشدد المشاركون في الندوة التي نظمتها اليوم، وزارة الخارجية والمغتربين، بالتعاون مع وزارة الإعلام، ومؤسسة سام للبث الإذاعي والتلفزيوني، واللجنة التحضيرية لمؤتمر فلسطين، واللجنة المركزية للحشد والتعبئة، ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمنية، على أهمية ترسيخ ثقافة الجهاد لتحرير الأمة.
وطالبوا الأمة اعتبار الصهيونية حركة نازية فاشية عنصرية تقوم على الإبادة وجرائم الحرب، والعمل على تشجيع انتفاضة الجامعات الغربية وحركة الشعوب للتحرر من السيطرة الصهيونية، وإعادة القضية الفلسطينية إلى بعدها الإنساني، كونها عانت من التجزئة من البعد الإنساني إلى البعد الإسلامي ثم البعد لعربي، ثم الفلسطيني ثم الحركي الغربي.
وطالبت التوصيات بضرورة إعادة صياغة المناهج بما يحقق كشف دور قوى الاستكبار في تجزئة الأمة العربية والعالم الإسلامي، خدمة للكيان الصهيوني، والمطالبة باستمرار العمل التوعوي الثقافي الفكري والإعلامي في مجال القضية الفلسطينية.
وشددت على ضرورة العمل بشتى السبل لامتلاك عناصر القوة، على نحو مهم من خلال الأسلحة الأكثر تقدماً التي تتحقق معها عملية الردع، والبدء في هندسة برامج عمل يومية لتدريب المرأة على استخدام أنواع الأسلحة المختلفة وأساليب الدفاع عن النفس وكيفية التعامل مع الهجمات العدائية، وتسخير كافة الإمكانات المتاحة لتعزيز القدرات الدفاعية.
وفي الندوة التي حضرها وكيل وزارة الخارجية للشؤون المالية والإدارية محمد حجر، أكد وكيل وزارة الإعلام محمد منصور، أهمية الندوة لتوضيح طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، والمساهمة في ترسيخ وعي الأجيال بأهمية القضية الفلسطينية والدفاع عنها كواجب على كل مسلم ومسلمة.
وأشار إلى أهمية معركة طوفان الأقصى ودورها في إفشال مساعي ومخططات اليهود وعملائهم في المنطقة في التطبيع وإعلان صفقة القرن للتنازل عن فلسطين.. مبيناً معركة طوفان الأقصى أفرزت فئتين لا ثالث لهما، فئة مقاومة وفئة تطبيع.
وأشاد منصور بموقف اليمن الداعم والمساند للقضية الفلسطينية والذي شرفهم من بين كل شعوب وأنظمة العالم، تحت راية القيادة الحكيمة.. موضحاً أنه سيتم اليوم إصدار بيان من قبل القمة العربية والإسلامية وسيكون أعلى سقف له التنديد والإدانة، في حين أن البيان الذي يمثل الأمة قد أعلنه العميد سريع صباح اليوم.
ولفت وكيل وزارة الإعلام إلى أن بيان سريع هو بيان محور المقاومة، الخط المحمدي الإسلامي العروبي والقومي.
وقدمت في الندوة أربع أوراق عمل، تناولت الأولى المقدمة من رئيس جامعة صعدة- رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر فلسطين الدكتور عبد الرحيم الحمران، الصراع مع أهل الكتاب، والكشف عن طبيعة التعامل معهم ونفسياتهم وحدود وجوانب الصراع.
وتطرق إلى مظاهر الصراع مع أهل الكتاب من خلال تدبر القرآن الكريم، وعاقبة الإعراض عن التوجيهات الإلهية، ونتائج الإعراض والطرد من رحمة الله.. مستعرضاً جانباً من محطات مهمة للشهيد القائد وحديثه عن اليهود، وطبيعتهم ونفسياتهم وخطرهم، وواجبات الأمة لردع هذا العدو الصهيوني وسبل مواجهته.
واستعرض الحمران المعطيات التي كشف الله بها عن نفسيات اليهود التي خبثت بعصيانهم وتمردهم وعنادهم وبشيطنتهم وتطاولهم على الذات الإلهية.. مشيرا إلى صفات اليهود في عدم القبول بالآخر، وجبنهم عن مواجهة المؤمنين وكرههم الموت.
وأكد حتمية الصراع مع العدو الصهيوني.. معتبرا ما يحصل في غزة أكبر شاهد على “تفنن اليهود والاستمتاع والتلذذ في إراقة دماء الأطفال والنساء من منطلقاتهم العقائدية المحرفة”.. مشيرا إلى عوامل النصر على أهل الكتاب، ومنها عقائدية مستوحاة من القرآن، وعوامل مزجت بين الجانب العملي الميداني والجانب الروحي، والبراءة منهم وعدم اتخاذهم أولياء، وكذا قتالهم.
فيما استعرضت الورقة الثانية المقدمة من رئيس جامعة البيضاء – نائب رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر فلسطين الدكتور أحمد العرامي نشأة الصهيونية ومراحل سيطرتها على المسيحيين بدءًا من المرحلة الأولى التي تحول فيها نظرة المسيحيين لليهود عام ( 1523-1611 ) بعد أن ظل اليهود في نظر العالم المسيحي ملعونين لمدة تقارب 1500 عام، لأنهم في اعتقادهم قتلة السيد المسيح.
وأشار إلى أن القرن السادس عشر الميلادي شهد تحولات عميقة في المسيحية الغربية مع ما عُرف بحركة الإصلاح، وما نتج من انشقاق سياسي وعقائدي داخل المسيحية بشكل عام، والكاثوليكية بشكل خاص، إلى أن اصبحت المسيحية الجديدة التي عُرفت باسم البروتستانتية ربيبة اليهودية.
وأكد الدكتور العرامي أن التحول في النظرة المسيحية لليهود ظهر في كتابات القس “مارتن لوثر” الذي ألف عام 1523م كتاباً بعنوان “المسيح ولد يهوديا” الذي أعيد طبعه سبع مرات في العام نفسه، وشرح لوثر المواقف المؤيدة لليهودية وأدان اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية لليهود محتجاً بان المسيحيين واليهود ينحدرون من أصل واحد.
ولفت إلى المرحلة الثانية من حياة “لوثر” وكتابه الذي ألفه عام 1544م بعنوان “اليهود وأكاذيبهم” والذي فضحهم وشن هجوما عليهم ووصفهم بأنهم خبثاء ولصوص وقطاع طرق واستخدم في كتابه كل الاتهامات التي كانت توجه إليهم في العصور الوسطى.
وتطرق إلى المرحلة الثانية من تقديس اليهود في أوروبا ما بين ( 1611م- 1781م) وما تلاها من طباعة الكتاب المقدس واعتباره جزءا لا يتجزأ من إنجلترا، وكذا صدور مطبوعات تمجد اليهود وتطالب بإعادتهم إلى انجلترا، ودور الثورة البروتستانتية وترجمات الكتاب المقدس التي حفزت الكثير من الأسئلة عن مكانة اليهود وطبيعتهم ومعتقداتهم.
وعرج على العهد القديم في سفر اليهود وكتبهم وأدبياتهم وتحول الكتاب إلى ديني وسياسي يقوم على قاعدة العهد الإلهي بالأرض المقدمة للشعب اليهودي المختار، والتي تسربت إلى العقيدة المسيحية وتبنتها الفرق البروتستانتية ربيبة اليهودية وتركز أدبياتهم بشأن الاعتقاد بأن اليهود هم شعب الله المختار، وأن ثمة ميثاق إلهي يربط اليهود بالأرض المقدسة في فلسطين.
وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا