"غزة تنتصر"
بقلم: عبدالسلام سلام/
ظلت الصهيونية طيلة قرون في خندق الظلام، تنسج بشبكات خفية من المؤامرات، تخطط بدم بارد لتدمير ألاوطان والشعوب وتنهب خيراتها. لم تكن مجرد حركة سياسية، بل آلة دمار متوحشة، تنفث سمومها في أعماق المجتمعات، تشتري ولاءات الحكام والاعلام وترتدي أقنعة البراءة الزائفة. أنفقت ترليونات الدولارات على صناعة الأكاذيب وتجميل صورتها القذرة، حتى أصبح الغرب، الذي تواطأ معها، مجمع عبادة يصلي عند قدسيتها المزيفة.

بقلم: عبدالسلام سلام/
ظلت الصهيونية طيلة قرون في خندق الظلام، تنسج بشبكات خفية من المؤامرات، تخطط بدم بارد لتدمير ألاوطان والشعوب وتنهب خيراتها. لم تكن مجرد حركة سياسية، بل آلة دمار متوحشة، تنفث سمومها في أعماق المجتمعات، تشتري ولاءات الحكام والاعلام وترتدي أقنعة البراءة الزائفة. أنفقت ترليونات الدولارات على صناعة الأكاذيب وتجميل صورتها القذرة، حتى أصبح الغرب، الذي تواطأ معها، مجمع عبادة يصلي عند قدسيتها المزيفة.
هذه اللعبة القذرة ليست جديدة، فهي امتداد لمسيرة طويلة من الاستعمار والاضطهاد، من نفي الفلسطينيين في النكبة عام 1948، إلى المجازر التي ارتكبت في صبرا وشاتيلا، وحكايات أجيال ماتت وهي تطالب بحريتها، وكل ذلك مدعوم بخيوط المؤامرة التي نسجتها الصهيونية، من دبلوماسية الظل إلى حروب صامتة على الأرض.
لكن، كما قال نيلسون مانديلا:
"ليس هناك طريق مختصر إلى الحرية."
وانكشف وجه الصهيونية القبيح في غزة؛ حيث تجلّت الحقيقة بدماء الأبرياء وأشلاء الأطفال. غزة ليست مجرد مدينة، بل هي رمز للصراع بين الظلم والعدل، بين القهر والكرامة. مشهد أشلاء الطفولة وصراخ المقهورين، ودماء النساء التي سالت على تراب فلسطين، وصراخ الجوعى أجبر العالم على مواجهة وحشية لم يكن يُسمح له برؤيتها.
ومن قلب هذا الجحيم، بزغ فجر وعي شعبي عالمي هائل، كبرق الصواعق يزلزل أركان الظلم. كما قال الشاعر محمود درويش:
"على هذه الأرض ما يستحق الحياة."
شعوب الأرض تنفض غبار الخداع عن عيونها، ترفض الاستسلام للوهم، وتعلن تمردها على كيان ارتكب أبشع الجرائم. أجيال الشباب تخرج من ظلال الجهل لتضيء دروب الحق، تعرف جيداً وحشية الصهيونية، إجرامها، وإرهابها الذي لا يرحم لا امرأة ولا طفلاً.
ومهما أنفقت ترليونات لشراء ولاءات الحكام الذين صنعتهم، حتى أولئك الحكام العرب الذين ألبستهم ثياب السلطة، والذين عبدوا الصهيونية بكل وقاحة ودون ذرة خجل، سيُسقطهم هذا الوعي الذي لا يُقهَر. ستنهار عروشهم الوهمية، وسيُبعثر تحالفهم المزعوم، لتطل الصحوة العربية والعالمية الحقيقية، صحوة الحرية والكرامة، التي ستنتصر وتُرعب إسرائيل والصهيونية إلى الأبد.
هذه الصحوة ليست مجرد ثورة عابرة، بل هي انفجار ثقافي وأخلاقي عميق، سعيد رسم معالم الصراع والمستقبل. وكما قال غاندي:
"أولئك الذين يضمرون الشر لنا لن يدركوا أبدًا قوة الخير فينا."
الكيان الإسرائيلي الذي تأسس على الألم والدمار، سيواجه انهياراً لا مفر منه، وستعود شعوبهم إلى الشتات، لكن ليس كما في الماضي. إنها عودة محملة بمرارة الماضي ووعي الحاضر، حيث لن يجد اللاجئون أنفسهم في أماكن ترحب بهم، بل في مجتمعات وأوطان ترفض كيانهم وتدرك حقيقة وحشيتهم.
الشتات القادم سيكون جحيماً يعيشون فيه كما أسقوه للآخرين من أوجاع، وسينالون من الألم الذي زرعوه في قلوب الشعوب المقهورة، ليس كعقاب عابر، بل كنتيجة حتمية لجرائمهم التي لا تُمحى.
إن الوعي الذي يُشعل شعوب العالم، وخصوصاً جيل الشباب، هو النور الذي سيزيل ظلام الظلم، ويقلب موازين القوى، ليكتب فصلاً جديداً في التاريخ، حيث تُحقّق العدالة، وتُسترد الحقوق، ويُسدل الستار على عهد من القهر والظلم والعمالة والخيانة.