“حماس” و”الجهاد” و”الشعبية” تحيي جبهات الإسناد في اليمن ولبنان وإيران والعراق
وجهت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الجمعة، “تحية فخر واعتزاز لجبهات الإسناد في اليمن ولبنان والجمهورية الإسلامية في إيران والعراق الذين وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطينية ومقاومته وقدموا الشهداء على طريق القدس والأقصى”.

وشددت “حماس” و”الجهاد” و”الشعبية”، في بيان صحفي مشترك في ضوء الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق وقف وإنهاء حرب الإبادة، على رفضها القاطع لأي وصاية أجنبية على قطاع غزة.
وأكدت أن تحديد شكل إدارة قطاع غزة وأسس عمل مؤسساتها شأن فلسطيني داخلي يحدده مكونات الشعب الوطنية بشكل مشترك، مع الاستعداد للاستفادة من مشاركة عربية ودولية في مجالات الإعمار والتعافي ودعم التنمية، بما يعزز حياة كريمة للشعب الفلسطيني ويحفظ حقوقه في أرضه.
واعتبرت هذه المرحلة، فرصة لتعزيز التكافل الاجتماعي داخل قطاع غزة، من خلال دعم الأسر المتضررة، وتأمين مقومات الحياة اليومية، وتفعيل أطر التعاون بين الفصائل والمجتمع والمؤسسات المحلية والدولية ذات الصلة، بما يخلق بيئة صامدة وموحدة قادرة على مواجهة كل التحديات والحفاظ على صمود الشعب الفلسطيني.
وجددت القوى الثلاث، “نداء الوحدة والمسؤولية الوطنية، للشروع في مسار سياسي وطني موحد، مع جميع القوى والفصائل، والعمل بالتعاون مع جهود مصرية كريمة على عقد اجتماع وطني شامل عاجل من أجل الخطوة التالية بعد وقف إطلاق النار لتوحيد الموقف الفلسطيني، وصياغة استراتيجية وطنية شاملة، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس الشراكة والمصداقية والشفافية”.
وقالت: “إن ما توصلنا إليه، هو فشل سياسي وأمني لمخططات العدو الصهيوني، وكسر أهدافه في فرض التهجير والاقتلاع، وهو تحقيق جزئي لإنهاء معاناة شعبنا وتحرير المئات من أسيراتنا وأسرانا الأبطال من سجون العدو، في خطوة تُعبّر عن صلابة المقاومة ووحدة الموقف الوطني وإصرار شعبنا على نيل حريته وكرامته”.
وأضافت: “إننا حين خضنا هذا المسار التفاوضي في ظل حرب الإبادة كانت أعيننا شاخصة نحو معاناة شعبنا الذي يواجه أهوالاً غير مسبوقة من القتل والدمار والإبادة والتجويع، وتعاملنا بمقتضى المسؤولية الوطنية العالية، رغم حجم الانحياز لمصلحة المحتل، من أجل فتح أفقٍ جديدٍ للحياة في غزة ولشعبنا الصامد المُتجذر فيها، ولا زال المسار التفاوضي وآلية تنفيذ الاتفاق بحاجة إلى يقظةٍ وطنيةٍ عاليةٍ ومتابعةٍ دقيقةٍ على مدار الساعة، لضمان نجاح هذه المرحلة، وسنواصل العمل بمسؤولية عالية مع الوسطاء لضمان إلزام الاحتلال بما يحمي حقوق شعبنا وينهي معاناته”.
وتابعت: “بذلنا جهوداً كبيرةً ومضنيةً لإطلاق سراح جميع الأسيرات والأسرى وقيادات الحركة الوطنية الأسيرة، إلا أن العدو الصهيوني، كعادته، أجهض إطلاق سراح عددٍ كبيرٍ مهم منهم، رغم ذلك آثرنا المضيّ في تنفيذ الاتفاق بما يضمن وقف حرب الإبادة ضدّ شعبنا، ومنع العدو من مواصلة الإبادة الجماعية. وإننا نعاهد شعبنا وعائلات الأسرى بأن قضية تحريرهم جميعاً ستبقى على رأس جدول أولوياتنا الوطنية، ولن نتخلى عنهم أبداً، كما نبارك لشعبنا حرية هذه الثلة المباركة من أسرانا وابطالنا”.
وأوضحت أنّه رغم محاولات العدو الصهيوني الحثيثة لتفجير المسار التفاوضي وتعطيل الاتفاق، ومساعي مجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية نتنياهو لإطالة أمد الحرب ووأد أي فرصة لوقف العدوان، فإنّ الوفد الفلسطيني المفاوض وضع نصب عينيه مطالب أبناء شعبه بوقف حرب الإبادة.
وأشارت إلى أنه تم التوصل حتى الآن إلى اتفاق لتطبيق المرحلة الأولى من هذا المسار، والتي تُعدّ خطوة جوهرية نحو المطلب المُلح للشعب الفلسطيني، وهو الوقف النهائي للحرب الإجرامية وإنهاء العدوان على غزة، وانسحاب العدو ورفع الحصار.
وأردفت: “في ضوء الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق وقف وإنهاء حرب الإبادة، والمفاوضات الماراثونية التي خاضتها الفصائل ووصلت إلى هذا الإنجاز الوطني، تتقدم القوى الثلاث بتحية إجلال وإكبار إلى جماهير شعبنا العظيم، وخصوصا أبناء شعبنا في قطاع غزة، الذين واجهوا أفظع الجرائم الصهيونية بصمود وثبات أسطوري”.
واستطردت: “كما نوجّه التحية للشهداء والأسرى كافة، وإلى ذويهم وذوي المفقودين، ولكل طفل وفتاة وأم، وشاب وشيخ ونازح، صمدوا على أرضهم رغم المآسي والإبادة والتجويع والمجازر، ومعاناة النزوح، وعذابات العيش في ظل تدمير مقومات الحياة اليومية، مؤكّدين أن صمودهم هو رمز حي لإرادة شعبنا وعزيمته التي لا تنكسر، ودليل على أن إرادته أقوى من كل آلة دمار صهيونية”.
وأكدت القوى الفلسطينية الثلاث، أن “ثبات المقاومين وكل أبناء شعبنا، من طواقم طبية وإسعاف ودفاع مدني وصحفيين ونازحين وغيرهم، أفشل مخططات التهجير والاقتلاع وسجل درساً خالداً في الصمود والتحدي، سيبقى منقوشاً في أنصع صفحات التاريخ الفلسطيني”.
واعتبرت المشاهد المهيبة لعودة أبناء الشعب الفلسطيني النازحين إلى مدينة غزة ومظاهر التجمع الحاشد في شوارعها ومخيماتها وأزقتها المدمرة، تجسيد لإرادة شعب يرفض الهجرة القسرية ويصرّ على العودة والعيش على أرضه رغم الدمار الهائل.
وأشادت ببطولات المقاومة التي وقفت شامخة بين الركام، وصمدت في وجه آلة الاحتلال المدمرة، وكسرت معنويات العدو، وألحقت به خسائر فادحة بعملياتها النوعية، مؤكدة أن إرادة الشعب الفلسطيني وأبطال المقاومة أقوى من كل محاولات القهر والتدمير، وأن العدو لم يستطع على مدار عامين وأكثر أن يكسر صمود وإرادة هذه المقاومة رغم كل ما يمتلكه من أسلحة وآلة حربية ضخمة وفتاكة.
وعبرت “حماس” و”الجهاد” و”الشعبية” عن تقديرها العميق للجهود التي بذلها الوسطاء الأشقاء (مصر، قطر، تركيا) وكل من ساند هذا المسار، داعية الطرف الأمريكي والوسطاء كافة لمواصلة الضغط لضمان التزام العدو الصهيوني بكافة بنود الاتفاق وعدم الانحراف عنها قيد أنملة.
وثمنت عالياً “الحراك العالمي التضامني غير المسبوق الذي وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ورفع صوته رفضاً للإبادة وملاحقة جرائم العدو الصهيوني، مؤكدين أن تضامن الشعوب الحرة مع فلسطين وغزة هو رسالة قوية بأن قضية شعبنا قضية سياسية وإنسانية عالمية، وأن هذا الدعم العالمي يُمثل دفعةً معنوية كبيرة لشعبنا المقاوم، ويؤكد أن الاحتلال كيان مارق وبات في عزلة وحصار، يجب أن يتزايد ويتصاعد”.
وأكملت القوى الثلاث بيانها بالقول: “في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، نجدد وفاءنا للشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين، ونؤكد تمسكنا الثابت بحقوق شعبنا في أرضه ووطنه مقدساته وكرامته، وإصرارنا على مواصلة المقاومة بكل أشكالها حتى تحقيق حقوقنا كاملة وعلى رأسها إزالة الاحتلال وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.