دور السعودية في اعتداء الضاحية
بقلم القاضي:علي يحيى عبدالمغني أمين عام مجلس الشورى/
منذ وقف الأعمال الاعدائية بين الكيان الصهيوني وحزب الله العام الماضي والنظام السعودي يتحكم بالمشهد اللبناني، وخصوصا بعد استشهاد سيد المقاومة والأمة السيد حسن نصر الله وسقوط سوريا بيد الجماعات الإرهابية الموالية له,وأصبح نزع سلاح حزب الله مطلبا سعوديا قبل أن يكون أمريكيا اوصهيونيا.
إضعاف حزب الله في لبنان ونزع سلاحه يحقق اهدافا كثيرة للنظام السعودي، منها مواصلة الدور التاريخي الذي يقوم به النظام السعودي في تامين وخدمة الكيان الصهيوني من خلال التأمر على شعوب وحركات المقاومة، وايضا اثبات ولائه وطاعته للنظام الأمريكي، وكذلك تحجيم النفوذ الايراني في لبنان وفلسطين والمنطقة، وأيضا معاقبة حزب الله لدعمه حركة انصارالله في اليمن والوقوف إلى جانب الشعب اليمني خلال العدوان السعودي الأمريكي عليه.
بل إن النظام السعودي يعتقد أن القضاء على حزب الله في لبنان ونزع سلاحه مقدمة ضرورية للقضاء على اليمن وتدمير سلاحها، لذلك لم يدخر النظام السعودي في لبنان جهدا إلا استعمله للضغط على الحزب وقيادته وسلاحه، فخلال عام التقى ممثل السعودية في لبنان يزيد بن فرحان بقادة كافة المكونات والاحزاب اللبنانية لاقناعهم بهزيمة حزب الله، وقدم لهم امولا هائلة للموافقة على التخلي عن الحزب ونزع سلاحه، واستضافت قناتا العربية والحدث كافة المسؤولين اللبنانيين من رئيس الجمهورية الى حارس صخرة الروشة لادانة حزب الله.
واطلق النظام السعودي كلابه المسعورة في لبنان ممثلة بحسن مرعب وسمير جعجع وغيرهما لاخافة كافة اللبنانيين من الحرب الأهلية والفتنة الطائفية والعقوبات الأمريكية والاعتداءات الصهيونية لاقناع حزب الله بتسليم سلاحه، إلا أنه لم يفلح ولن يفلح في ذلك.
الأموال التي وزعها النظام السعودي في لبنان والعلاقات التي نسجها منذ العام الماضي مكنته من معرفة أدق التفاصيل في لبنان، ورصد أبسط التحركات لحزب الله خاصة، لذلك لا شك لدينا أن العدوان الصهيوني الذي استهدف الضاحية الجنوبية ما كان له أن يحدث لولا المعلومات السعودية التي وصلته من الضاحية، وربما بطلب من النظام السعودي نفسه لاقناع اللبنانيين بان الرسائل والتهديدات التي حملها اليهم يزيد بن فرحان وتوم براك عن الكيان الصهيوني ممكنة وجدية إن لم يضغطوا على حزب الله لتسليم سلاحه.
الأموال التي وزعها النظام السعودي مؤخرا في لبنان ليست قليلة، والرسائل التي حملها لكافة الاحزاب والمكونات والشخصيات ليست بسيطة، والأدوات التي زرعها في الجنوب والضاحية خاصة من كافة الاحزاب والمذاهب والطوائف اللبنانية.
لذلك نتمنى ان تكون أولوية الحزب في هذه المرحلة هي ملاحقة العملاء والجواسيس والخونة، ورصد كافة التحركات السعودية على الأراضي اللبنانية، سواء الاعلامية او الميدانية او السياسية او الثقافية او غيرها، فالعمالة والخيانة والتجسس هي وظيفة النظام السعودي منذ تأسيسه، وما كشفته المخابرات اليمنية مؤخرا إلا نموذجا بسيطا من ممارسة النظام السعودي في كافة الدول العربية والإسلامية، بل إننا نعتقد أن الاختراقات الأمنية والاغتيالات التي تعرض لها حزب الله سواء في لبنان او سوريا، وكذلك ما تعرضت له ايران خلال العدوان عليها يقف وراءها النظام السعودي تحديدا، لأن المخابرات الأمريكية والصهيونية تحتاج إلى وسيط يتكلم العربية بطلاقة ويتظاهر بالاسلام ويقدم الأموال من خزينته حتى يقتنع العميل او الجاسوس العربي او المسلم بخيانة شعبه ووطنه وأمته وهذا هو دور النظام السعودي في البلدان العربية والإسلامية.
اليوم امريكا والكيان الصهيوني بعد الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت يضعان لبنان بين خيارين لا ثالث لهما، إما الاستباحة الكاملة كما يحصل في سوريا، وإما المواجهة الشاملة كما حصل في اليمن، وثمن المواجهة عبر التاريخ اقل بكثير من ثمن الهزيمة.
وما حدث في اليمن وسوريا اقرب شاهد على ذلك، فالمواجهة تقتصر اثارها على الحاضر، ويدفع ثمنها الطرفان، بينما اثار الهزيمة تمتد الى المستقبل، ويدفع ثمنها طرف واحد، هو الطرف المستسلم لاجيال متعددة، كما أنه لا توجد هزيمة في قاموس الحركات الاسلامية المقاومة، المواجهة بالنسبة لها إحدى الحسنين، أما النصر أو الشهادة، وكلاهما فوز في الدنيا والاخرة، كما قال سيد الشهداء على طريق القدس رضوان الله عليه(نحن الانهزم، حينما ننتصر ننتصر، وحينما نستشهد ننتصر) .





