إرادة السلام والحرب
26 سبتمبرنت: احمد الزبيري
زيارة الوفد السلطاني العماني لصنعاء تأكيد على دور الاشقاء في السلطنة الإيجابي المنطلق من إدراك عميق لحقيقة ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار مستمر للعام السابع على التوالي.
ويكفي الاخوة في سلطنة عمان انهم لم يكونوا جزء من هذا العدوان وكان لهم موقفا واضحاً تجاه التدخل الخارجي السياسي والعسكري لشؤون اليمن وهذا مبداً ثابت رسخه جلالة السلطان قابوس ويستمر عليه اليوم السلطان هيثم بن طارق وهم يدركون معنى الوصاية الخارجية خاصة عندما يكون أهدافها بالمجمل ذات طابع عدواني مكشوف.
كثرت التحليلات والقراءات السياسية لأهداف الوفد السلطاني في صنعاء .. وفي هذا المنحى هناك من يذهب لإعطاء الأمور أكثر مما تحتمل والبعض يتجاوز هذا الى تقديرات سلبية لاسيما أولئك الذين يعتاشون من الصراعات والحروب والأزمات التي يؤججونها وينفخون في كيرها وفي ذات الوقت يحاولون إعطاء انطباع وهمي كخط رجعه بانهم لا علاقة لهم بها ويذهبون في تفسيراتهم مذاهب ممتلئة بالخوف من رفع الحصار ووقف العدوان والذهاب نحو السلام الذي لا يريدونه مع ادراكهم لحقيقة انفسهم وان أي سلام حقيقي يحفظ سيادة اليمن ووحدته واستقلاله وحرية ابناءه سيخرجهم من الساحة السياسية نهائياً وسينكشفون حتى امام محازبيهم ومن غرر بهم او ذهب في هذا الاتجاه وقد اعماه الحقد والتعبئة الخاطئة .
مع ذلك نقول ان كل هذا لا يعنينا ما يعنينا في اللحظة الراهنة هو شعبنا وامتنا الذي من حقها ان تنعم بالسلام بعد كل المعاناة مع اننا نعرف على الأقل في المدى المنظور ان ذلك لن يكون فالأجرام الأمريكي البريطاني الصهيوني وادواته في منطقتنا وفي مقدمة كل هؤلاء النظام السعودي والاماراتي لا يحسنون شيء أكثر مما يجيدون الدمار والخراب وسفك الدماء دون وجه حق.
نحن على يقين ان زيارة الوفد السلطاني العماني الى صنعاء قصده خير للشعب اليمني والمنطقة وغايته الوصول الى رفع الحصار ووقف العدوان والذهاب الى حل سياسي يحقق سلام لليمن ولكل شعوب المنطقة التي ابتليت بأنظمة لا يهمها الا رضا حماتها وبقاء اراجيز بريطانيا وامريكا على كراسي الحكم.
السيد عبد الملك قائد الثورة التقى بالأشقاء العمانيين ونوقشت القضايا المتعلقة بالجوانب الإنسانية كمدخل للحل السياسي الذي هو مقياس لجدية الأمريكي والسعودي وكان هناك تفهماً لحرص الاخوة العمانيين على انهاء هذه الحرب العدوانية انطلاقاً من الشق الإنساني وكانت القيادة الثورية تقف في ذات السياق مع معرفة الجميع ان السلام يحتاج الى الصدق والجدية وقبل هذا الإرادة من المعتديين الذين لا يجيدون الا الكذب والمراوغة لتحقيق غاياتهم الاجرامية الوحشية.
نتمنى ان ينجح الاشقاء العمانيين في اقناع الأمريكي والسعودي بخيار السلام الحقيقي اما بالنسبة لنا فالأخوة العمانيون يدركون اننا لا نريد الا السلام اما الاستسلام فلا وجود له في قاموسنا فنحن رجال السلام ورجال الحرب فان أرادوا الاستمرار في عدوانهم فخياراتنا مفتوحة وان أرادوا السلام فأيدينا ممدودة لهم منذ بداية هذا العدوان أي طريق سيسلكون نحن جاهزون