دراسة.. أصدقاء الطفولة أكثر تأثيراً من الأسرة في نجاح العلاقات
كشفت دراسة علمية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود عن أن جودة الصداقات المبكرة تلعب دوراً محورياً في تشكيل أنماط التعلق العاطفي لدى البالغين، متجاوزة في تأثيرها الروابط الأسرية التقليدية، بما فيها العلاقة مع الأم.
وقد تابعت الدراسة المشاركين منذ مرحلة الرضاعة وحتى البلوغ، لتربط بين التجارب المبكرة ونمط العلاقات في مراحل لاحقة من الحياة.
ووفقاً لنظرية التعلق التي اعتمدتها الدراسة، فإن نمط العلاقة العاطفية يتحدد من خلال بُعدين أساسيين: "قلق التعلق" المرتبط بالخوف من الهجر، و"تجنب التعلق" الذي يعكس الميل إلى الاستقلال العاطفي وتجنب طلب الدعم.
وقد أظهرت النتائج أن الأطفال الذين شعروا بقرب من أمهاتهم كانوا أكثر ميلاً لتكوين علاقات آمنة، لكن تأثير الأصدقاء في الطفولة كان أكثر قدرة على التنبؤ بنمط التعلق المستقبلي.
وأوضحت الباحثة الرئيسية، الدكتورة كيلي دوغان، أن التعلق ليس قدراً ثابتاً، بل يمكن تغييره عبر التجارب الإيجابية في مراحل لاحقة من الحياة، مشيرة إلى أن الفرد قد يطور علاقات آمنة حتى في حال وجود خلل في علاقاته الأسرية المبكرة.
ويعمل فريق الدراسة حالياً على تطوير تطبيق تفاعلي يساعد الأفراد على تعزيز أنماط التعلق الآمن، في خطوة تهدف إلى تمكين الناس من بناء علاقات صحية ومستقرة.
وتخلص الدراسة إلى أن الأمان العاطفي هو ركيزة أساسية للنجاح الشخصي والمهني، وأن الوعي بنمط التعلق والعمل على تحسينه يفتح الباب أمام علاقات أكثر نضجاً واستدامة.





