كتابات | آراء

مرض الفشل الكلوي (26)

مرض الفشل الكلوي (26)

تشير آخر الاحصائيات في اليمن إلى أن حوالي 10 آلاف شخص مصاب بالفشل الكلوي منهم عدد 5.700 شخص تحت الإستصفاء الدموي (الغسيل الكلوي ) وعدد 4.300 شخص تحت المعالجة بالأدوية، بالإضافة إلى عدد 40 ألف شخص مصابون بأمراض الكلى المختلفة.

وتشير المعلومات إلى أن ما يقارب من 850 مليون شخص حول العالم يعانون من أمراض الكلى بما في ذلك الفشل الكلوي المزمن.. كما أن مرض الكلى يعد من الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم حيث يؤدي الفشل الكلوي المزمن إلى وفاة ما لا يقل عن 2.4 مليون سنوياً.
وفي بلدنا اليمن يوجد عدد 32 مركز غسيل كلوي موزعة على جميع المحافظات مما يسهل للمريض عملية إجراء عملية جلسات الغسيل الكلوي، ولكن يبقى أبناء المناطق الريفية يواجهون صعوبة في عمليات الغسيل الكلوي حيث يحتاج إلى الانتقال لمراكز المحافظات أو إلى أمانة العاصمة صنعاء، مما يتطلب ضرورة توفير سكن قريب من مراكز الغسيل الكلوي.
وهنا سنتحدث عن تجربة أحد مرضى الفشل الكلوي الذين قدموا لتلقي العلاج من مناطق بعيدة، ونجح في تجاوز الكثير من الصعوبات.. المريض (م .ر .أ .ح) من أبناء محافظة ريمة البعيدة عن أمانة العاصمة وصل إلينا في العام 2008م بمؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان وعمره لا يتجاوز الحادية عشر يتيم الأبوين بجسم صغير وأرجل متقوسة يعاني من مرض الفشل الكلوي المزمن و مرض الكساح في العظام، فكان يبكي طوال أيامه و لياليه فأخذنا على عاتقنا مساعدته والوقوف إلى جانبه حتى تجاوز المرحلة الصعبة من حياته، وكنا نتناوب على خدمته أثناء الغسيل الكلوي في المستشفى، وبحمد الله تم إلحاقه بالمدرسة القريبة من مؤسسة الشفقة لكي يدرس وشجعناه على ذلك وأكمل دراسته الثانوية بنتيجة ممتازة، وها هو اليوم يستعد لكي يواصل دراسته الجامعية ويعتبر مثالاً للطالب المثابر الذي لا يمنعه مرض أو إعاقة عن مواصلة التعليم، كما يعد أنموذجاً يحتذى به في الطموح والأخلاق، ناهيكم أنه شاب متفهم ومتعاون مع زملائه ومن هم حوله من المرضى.. وبهذا يمكن أن يتحول المرض والألم إلى أمل.. دمتم برعاية الله وحفظه.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا