أخبار وتقارير

الأرقام صادمة والواقع أفظع.. غزة شاهد حي على وحشية وإجرام العدو الصهيوني

الأرقام صادمة والواقع أفظع.. غزة شاهد حي على وحشية وإجرام العدو الصهيوني

رغم سريان اتفاق اطلاق النار في قطاع غزة بموجب اتفاق شرم الشيخ في 10 أكتوبر الجاري، إلا أن الاوضاع المعيشية والصحية والتعليمية التي يعيشها سكان القطاع لاتزال سيئة جداً، نظراً لتعنت الطرف الصهيوني ومماطلته في تنفيذ الاتفاق وعدم السماح بدخول الكميات الكافية من المساعدات الغذائية والدوائية والايوائية،

ناهيكم عن الخروقات العسكرية المستمرة ضد المدنيين العائدين إلى مناطقهم، حيث استشهد منذ دخول وقف إطلاق النار، نحو 89 مواطنا، وأصيب 317 آخرون، في خروقات يومية للعدو.
وبالنظر إلى حجم الدمار الكبير الذي خلفه عامين من العدوان الصهيوني بمختلف أنواع الاسلحة التدميرية، فقد كشف تقرير أعدته الأمم المتحدة، أن تطهير قطاع غزة من الذخائر غير المنفجرة "الإسرائيلية" سيستغرق على الأرجح ما بين 20 و30 عاما، واصفاً القطاع بأنه "حقل ألغام مفتوح".

26 سبتمبر - تقرير: عبدالحميد الحجازي
هذا وأسفرت حرب الإبادة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م، عن استشهاد 68,280 مواطناً، وإصابة 170,375 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، ودمار واسع طال 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع، بما يشمل المستشفيات والمراكز الصحية ومركبات الإسعاف.
وبحسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ألقى جيش العدو خلال حرب الإبادة على القطاع نحو 100 ألف طن من المتفجرات.
كميات كبيرة من مخلفات الأسلحة غير المنفجرة لا تزال منتشرة في الشوارع وتحت المباني المدمرة الآيلة للسقوط، كما قال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، محمود بصل.

كارثة صحية
من جهته أكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الحاجة إلى ما لا يقل عن 7 مليارات دولار لإعادة بناء النظام الصحي في قطاع غزة، مشيرًا في ذات الوقت إلى قيود على وصول المساعدات الإنسانية للقطاع.
وقال غيبرييسوس للصحافيين: "لم يعد هناك أي مستشفيات في الخدمة بالكامل في غزة، وفقط 14 من أصل 36 مستشفى لا يزال يعمل"..وأضاف "ثمة نقص فادح في الأدوية والتجهيزات والطواقم الصحية الأساسية".. لافتاً إلى أن المساعدات المقدمة إلى غزة تتزايد، لكنها لا تزال "جزء صغير من المطلوب.
وأكد مدير "الصحة العالمية" أن "إسرائيل" تفرض قيودًا على وصول المساعدات إلى غزة.. محذراً من أن القطاع يشهد كارثة صحية ستمتد لأجيال.
فيما اعلنت وزارة الصحة في غزة مطلع الاسبوع أن المنظومة الصحية في القطاع ما زالت تعاني ولم يحدث أي تغيير منذ وقف إطلاق النار.
وأكدت الوزارة انه لم تدخل أي شحنة دواء أو أجهزة أو معدات طبية منذ وقف إطلاق النار، مبيناً انه لم تدخل أي أجهزة طبية لإجراء الفحوصات والعمليات الجراحية الطارئة منذ وقف إطلاق النار.
وقالت ان 18500 مريض بحاجة للعلاج في الخارج أتموا إجراءات السفر وينتظرون الإذن بالخروج.

دمار هائل
وفي سياق متصل أكد نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان أندرو سابرتون، أن ربع سكان قطاع غزة يتضورون جوعًا بفعل الحصار الإسرائيلي، لافتًا إلى نساء غزة يلدن بين الأنقاض بسبب الركام الذي "لا نهاية له".
وقال سابرتون الذي أجرى زيارة إلى فلسطين مؤخرًا إن "المدى الهائل للدمار" الذي رآه في غزة بدا وكأنه "موقع تصوير من فيلم مظلم (ديستوبي)، ولكنه للأسف لم يكن خيالًا".
المسؤول في صندوق الأمم المتحدة للسكان -وهو الوكالة الأممية التي تُعنى بالصحة الجنسية والإنجابية- قال إن العديد من النساء في غزة فقدن كل شيء ولا يستطعن حتى الوصول إلى "أبسط مستلزمات النظافة الشخصية أثناء الحيض".
وأشار إلى أن واحدا من كل أربعة أشخاص يتضورون جوعًا في القطاع، بمن فيهم 11500 امرأة حامل، "والجوع بالنسبة إليهم كارثي بشكل خاص، لكل من الأم والمولود الجديد".. وقال إن الأطفال الخدج ومنخفضي الوزن عند الولادة يشكلون الآن حوالي 70% من المواليد الجدد، وتعتبر حالة حمل من كل 3 حالات عالية الخطورة، في وقت تضررت فيه أو دُمرت 94% من المستشفيات.
وأكد سابرتون أن وفيات الأمهات آخذة في الارتفاع لأن الأدوية التي يمكن أن تنقذهن لم تعد متوفرة، "وكثيرا ما يُحشر العديد من المواليد الجدد في حاضنة واحدة بسبب نقص الوقود والمعدات".
وفيما يتعلق بالتعافي، شدد نائب المدير التنفيذي للصندوق على ضرورة استعادة خدمات الرعاية الصحية والحماية للنساء والفتيات في غزة، بما في ذلك إعادة بناء أقسام الولادة لاستيعاب 130 ولادة تحدث يوميا في القطاع.

ظروف صعبة
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن أكثر من 61 مليون طن من الأنقاض تغطي مناطق واسعة من قطاع غزة، مشيرة إلى أن أحياءً بأكملها مُحيت من الوجود جراء الدمار المستمر.
وأكدت الوكالة، أن عائلات بأكملها ما زالت تبحث بين الركام عن الماء والمأوى، في ظل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.
وشددت الوكالة الأممية على أن فرقها تواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة للسكان المتضررين رغم استمرار الحظر، مؤكدة التزامها بمواصلة عملها الإنساني في القطاع رغم الظروف الصعبة.

صعوبات جمة
أفاد مدير الدفاع المدني في خان يونس، محمد صيام، بأن أكثر من 10 آلاف شخص ما زالوا مفقودين تحت أنقاض الأبنية المدمّرة، في حين تواجه فرق الإنقاذ صعوبات جمة في استخراجهم بسبب الأوضاع الكارثية ونقص المعدات والآليات اللازمة.
ووفقاً لحديث صيام لقناة "الجزيرة" القطرية، فإن حجم الدمار هائل بالفعل، وأن 60 % من مقدّرات الدفاع المدني في غزة دُمّرت بالكامل، مع تدمير أغلب الطرق الرئيسية التي تعيق وصول الطواقم إلى مواقع الاستهدافات.
وقال إن العدو الصهيوني يواصل رفض إدخال أي معدات أو آليات ثقيلة إلى القطاع حتى لأغراض البحث عن جثامين الأسرى الصهاينة، ما يزيد من تعقيد عمل الفرق ويمنعها من أداء مهمتها.
وتوجّه صيام بنداء عاجلٍ إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية، لتسهيل دخول المعدات والفرق المتخصصة فوراً إلى القطاع وإعادة تأهيل أجهزة الدفاع المدني التي باتت شبه مشلولة، كي تتمكن من مواصلة عمليات الانتشال والسلامة.

ضياع جيل بكامله
وعن انهيار نظام التعليم في غزة، حذّر المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوار بيغبيدير من خطر ضياع جيل بكامله في قطاع غزة المحاصر والمدمّر، حيث يشهد نظام التعليم حالة "انهيار" بعد عامين من الحرب.
وقال بيغبيدير في تصريح صحفي بعد عودته من القطاع، "هذه هي السنة الثالثة بلا مدارس".. وأضاف "إذا لم نبدأ انتقالًا حقيقيًا لجميع الأطفال في فبراير، فسنصل إلى سنة رابعة، وعندها يمكننا الحديث عن جيل ضائع".
ولفت إلى أنه مع سريان وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر الجاري، تمكنت "يونيسف" وشركاؤها في قطاع التعليم من "إعادة نحو سدس عدد الأطفال المفترض أن يكونوا في المدارس إلى أماكن تعليم مؤقتة".
وأشار إلى أن 85% من المدارس دُمّرت أو أصبحت غير صالحة للاستخدام، فيما تستخدم كثير من المدارس المتبقية كملاجئ للنازحين.
وبين أن الأطفال والمعلمين يواجهون صعوبات التنقل المستمرة بسبب النزوح والعمليات العسكرية، في وقت ينشغل معظم المدرسين بتأمين الطعام والماء لعائلاتهم.
وأعرب عن "صدمته" من حجم الدمار، قائلًا: "يصعب تخيّل أن 80% من أراضي القطاع سوّيت في شكل شبه كامل بالأرض" ولم يبق "سوى جيوب صغيرة من الأبنية هنا وهناك".

المساعدات شحيحة
أكدت منظمة الصحة العالمية، عدم تسجيل أي تقدم يُذكر على صعيد كميات الأغذية التي يُسمح بإدخالها إلى قطاع غزة، منذ وقف إطلاق النار، أو أي تحسن ملحوظ لناحية الحد من الجوع في القطاع، حيث لا يزال الوضع "كارثيا".
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن "الوضع لا يزال كارثيا، لأن الكميات التي تدخل غزة غير كافية".
وحذر غيبريسوس من أن "الجوع لا يتراجع، بسبب نقص الأغذية" منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري.
وقطعت "إسرائيل" المساعدات عن قطاع غزة مرارا خلال الحرب، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المزرية، وتسبب ذللك في مجاعة بأجزاء من القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأضاف أن عددا كبيرا من الشاحنات التي تدخل غزة حاليا هي مركبات "تجارية"، مشيرا إلى أن كثيرا من سكان القطاع يفتقرون إلى الموارد اللازمة لشراء السلع، مما "يقلل من عدد المستفيدين".
وأشاد غيبريسوس بصمود وقف إطلاق النار رغم الانتهاكات، لكنه حذر من أن "الأزمة لم تنته بعد، والاحتياجات هائلة".. مشيراً إلى أنه على رغم زيادة تدفق المساعدات، فإنها لا تزال تمثل جزءا ضئيلا فقط من الاحتياجات".
ووفقًا لرصد المكتب الحكومي، فإن متوسط عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يومياً منذ بدء سريان وقف إطلاق النار لا يتجاوز 89 شاحنة فقط من أصل 600 شاحنة يُفترض دخولها يومياً، ما يعكس استمرار سياسة الخنق والتجويع والابتزاز الإنساني التي يمارسها العدو بحق أكثر من 2.4 مليون مواطن في غزة.

مجاعة شاملة
إلى ذلك دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المجتمع الدولي، ولا سيما حلفاء "إسرائيل"، إلى ممارسة ضغوط فورية على "تل أبيب" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون قيود.
وأكدت المنظمة، في بيان لها يوم السبت، أن على "إسرائيل الالتزام بالتعاون مع الأمم المتحدة لضمان توفير المساعدات للفلسطينيين دون عوائق".
وشددت على ضرورة السماح لوكالة "أونروا" بإدخال المساعدات بشكل عاجل لتلبية الاحتياجات الإنسانية الكارثية في القطاع.
وقالت المنظمة إن استمرار منع أو عرقلة دخول المساعدات يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار والهجمات المتواصلة.
وتحذر منظمات أممية من مجاعة شاملة في غزة، وسط استمرار القيود الإسرائيلية على المعابر وتدمير البنية التحتية للمساعدات.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا