الترب:الوحدة اليمنية خط أحمر
قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان الوحدة اليمنية ومهما تكالبت عليها قوى الشر لن يتغير مصيرها كونها وجدت لتبقى وهي حلم قديم يتجدد كل يوم ومهما ارتفعت الأصوات النشاز فلن تغير من هذا الحلم شي كون الأخطاء التي رافقت هذا المشروع الوطني لم تكن من مخرجاته بل من صنع الساسة الذين لا يريدون الخير لليمن ويسعون من اجل مصالحهم الانانية من عرقلة هذا الحلم اليمني الكبير.
وأضاف البروفيسور الترب نسمع أحيانا اطروحات من هنا وهناك ودعوات للانفصال ويبدو ان إنجاز اليمنيين، الذي وحد جنوب البلد وشماله، محاصرا بأحلام الانفصال أكثر من أي وقت مضى، لكن رغم الأخطار يبقى الانفصال مستبعدا، لكون مقوماته معدوما تماما في الوقت الراهن وفي المستقبل أيضا كونه حلم غالبية الناس بغض النظر عن مصالح ونزعات البعض ممن يلهثون مراء مصالحهم.
وأشار البروفيسور الترب الى ان ما يمر به اليمن الان من عدوان خارجي واحتلال لجزء منه هو الأخطر طبعا على النسيج الاجتماعي ولذلك فإن الحديث عن انفصال في هذه الظروف غير الطبيعية مجرد وهم وحاليا يجب الحديث فقط عن كيان اسمه اليمن وعلى الجميع الدفاع عنه وقطع كل المؤامرات التي تحاك ضده كون الجميع في هذه المرحلة مستهدف والجميع يدرك ان الوحدة اليمنية تعرضت لظلم وإساءة بالغة أعطت الجنوبيين انطباع سيء عن مشروع الاتحاد الاندماجي، وبعدها استغلت أطراف محلية وإقليمية الفرصة للعمل على تفكيك وإضعاف البلد، بسبب أطماعهم في موقعه وثرواته وموارده حتى أصبحت الوحدة مهددة بشكل حقيقي ولكنها وبعزيمة الرجال المخلصين صامدة .
واكد البروفيسور الترب ان الواقع المر الذي تعيشه بالذات المناطق الجنوبية والشرقية يعلي من أهمية الوحدة في ذاكرة اليمنيين، باعتبارها نقطة الضوء الوحيدة التي ارتبطت بالرخاء والحريات وكلها باتت مفقودة حاليا فالوحدة ما تزال قائمة في الوعي الجمعي لليمنيين، وفي المحافل الدولية، وفي الأوراق الرسمية، ولها حامل سياسي ومؤسسات الدولة وما يجري من ترهات هي طعنة في خاصرتها نتيجة أطماع بعض دول تحالف العدوان التي سرعان ما تنتهي بمجر التفاف القوى اليمنية كافة حول هذا المشروع الوطني والمنجز التاريخي .
وأكد البروفيسور الترب ان الوحدة اليمنية في الجانب الاجتماعي ستظل عصيّة على الانتزاع والتمزيق، لأن هذا البُعد وجداني، ومن الصعب الدخول إلى قلب كل فرد لانتزاع منه حُب الوحدة، أو الأحلام الكبيرة بيمن قوي وعزيز ومستقل عصيّ عن التدخلات الخارجية وسيِّد نفسه".
ولفت البروفيسور الترب إلى أن 22 مايو 1990م، مثل بارقة أمل في سماء الأمة التي عانت ولا زالت تعاني من الفرقة والتشرذم وتداعياتهما على أمنها وسلامتها واستقرارها منذ اتفاقية سيكس بيكو المشؤمة التي سهلت لأعداء الأمة مهمتهم في السيطرة على مقدراتها وتكبيلها والحيلولة دون تحقيق نهضتها واللحاق بركب الحضارة .
وأكد أن الوحدة اليمنية جسدت إرادة الإنسان اليمني من المهرة شرقا وحتى الحديدة غربا ومن عدن جنوبا وحتى اقصى صعدة شمالا الذي ناضل من خلال محطات عديدة وقدم التضحيات الجسيمة في سبيل تحقيق هذا الحلم الذي راود الرعيل الأول من أحرار اليمن ومناضليه ومعهم جميع أبناء الوطن.
واعتبر مساعي المحتلين الجدد بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء تحت مسمى استعماري قديم، محاولة بائسة وفاشلة لأن الشعب اليمني كان وسيظل شعبا واحدا تجمعه هوية واحدة واسم واحد منذ فجر التاريخ وهو اليمن العظيم بحضارته وتاريخه العريق.





