
المرأة اليمنية .. أيقونة الصمود والانتصار
تحل علينا ذكرى ثورة الـ21 من سبتمبر، التي لم تنس ذاكرة التاريخ مواقف ودور المرأة اليمنية التي أبت إلا أن تكونَ لها بصمةً قويةً في نجاح وانتصار هذه الثورة السبتمبرية العظيمة، وأثبتت للعالم أنها ذات عزيمة وإرادة قوية تأبى الخضوع والخنوع والإنكسار،
فكان دورها يوازي الدور الثوري للرجل، حيث كسرت كل الحواجز وتخطت العادات المنغلقة وأبدت رأيها بكل حرية، وشاركت أخيها الرجل في صنع الانتصار، لأنها حملت من الوعي الذي أهلها إلى أن تكون شريكة الرجل في الثورة التي أعادت للشعب سيادته واستقلاله ورفعت الهيمنة والوصايا الخارجية، واقتلعت معظم منابع الإرهاب وكشفت زيفهم، فكانت الحاضرة بكل قوة وعزيمة وإصرار وصلابة لإنجاح هذه الثورة المجيدة، ودورها كان ملموسًا في الواقع والشارع اليمني والساحات من خلال استشعارها للمسؤولية ودفعها بأهلها وذويها بقوة للخروج لساحات الحرية، لدرجة أنها كانت حاضرة حتى رغم غيابها عن الساحة، وذلك عن طريق إعداد الطعام للمرابطين في مختلف الساحات ،ولم يقتصر دورها على ذلك فحسب بل خرجت في كل المسيرات وضمدت جراح الجرحى في المستشفيات، وقد امتد دورها الإيجابي والمكمل لدور الرجل إلى حاضرنا اليوم في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الخانق المفروض على الشعب اليمني، فكان دورها ومايزال أسطوريًا سيكتبه التاريخ للأجيال القادمة وسيشهد التاريخ لها بعطائها المنقطع النظير برُغم بطش وطغيان هذا العدوان الأمريكي الصهيوني واستهدافه المتواصل لها أينما تواجدت في بيتها وفي الطرقات والأسواق وصالات الأعراس والعزاء، حتى أصبحت بركان لا يهدأ ولا يستكين، فكانت دائمًا في مقدمة الصفوف المنددة بجرائم وانتهاكات العدوان في مختلف الفعاليات الاحتجاجية، فأثبتت أنها سيدة العالم في جبهة الوعي، فتصدرت الميدان الثقافي والإعلامي بجدارة، وقامت بنشر الوعي في أوساط مجتمعها من خلال الفعاليات المختلفة في الأوساط النسائية، ومن خلال مساهمتها الفاعلة في هذا المجال كصحفية وإعلامية عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الإجتماعي بهدف خلق وإيجاد إعلام مواز للتراسنة الإعلامية للعدوان، فكان لها الدور الفاعل في فضح الشائعات والأكاذيب، ونقل عدالة ومظلومية قضية اليمن للعالم، كذلك كان لها دور بارز في القطاع الصحي حيث بذلت كافة جهودها من خلال تطبيب ورعاية جرحى الجبهات العظماء من يتصدون لهذا العدوان الغاشم، كما أنها الداعمة للجبهات بكل سخاء من خلال تقديمها للمئات من قوافل الكرم والعطاء بكل ماتملك وتجود من الذهب والمجوهرات والمال، والخبز والكعك الذي سهرت الليالي لإعداده بكل حب وعطاء دونما أي كلل أو ملل دعمًا للجبهات مما يؤكد على استمرارية دورها التاريخي ومدي مساندتها للقضايا الوطنية والعربية منذ القدم حتى اليوم.
وكما كانت شريكًا رئيسيًا لأخيها الرجل في نجاح الثورة ودحر العدوان، ها هي اليوم شريك داعم ورئيسي للرجل في مسيرة نضاله في مساندة القضية الفلسطينية، حتى أصبحت بالفعل القدوة المثلى لكل نساء العالم، مجسدة النموذج الأرقى للمرأة المؤمنة المحتسبة الصابرة المدركة لأهمية دورها ومسؤولياتها في هذا المنعطف الحرج التي تمر به الأمة خاصة قطاع غزة بما يتعرض له من عدوان إسرائيلي لم يبقِ ولم يذر، استهدف كل شيء في وحشية ليس لها مثيل أمام مرأى ومسمع العالم بأكمله الذي وقف عاجزًا أصمًا وابكما، فكان خذلانه أشد من ضرب الأسلحة.
المرة اليمنية وقفت بكل شجاعة وإباء وصمود مساندة للقضية الفلسطينية بكل ما أوتيت من قوة غير آبهة بكل التحديات والتضحيات التي تواجهها من قصف وفقدان للزوج والأولاد، وكل المعاناة والأحزان، فدورها لم يقل شأنا عن دور الرجل العظيم الذي قصف العدو الصهيوني في عقر داره، وضرب عليه الحصار في البحار وأغلق عليه جميع المنافذ مسطرًا أروع الانتصارات التي أذهلت العالم، فكان دورها عظيما مساندا للقضية سواء كانت سياسية أم ناشطة أم إعلامية أم ربة بيت، لأنها في الأول والأخير هي الأم والأخت والزوجة التي تبذل وتعطي وتجود بكل ما تملك من الرجال والغالي والنفيس، لهذا هي سر الصمود اليمني الأسطوري بل هي شريان الحياة المغذي للنضال والجهاد.
تولد جميع النساء نساءً إلا المرأة اليمنية تولد كالجبال الشامخات لن تستطيع أي قوة في الأرض أن تسلبها إرادتها وعزيمتها أو تضعفها فتجعلها تستكين، لهذا ستظل المرأة شريكة الصمود الأسطوري لشعب الإيمان والحكمة من منطلق الهوية الإيمانية والإنتماء والولاء لقائدها الحكيم العظيم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي-يحفظه الله، وهذا الوطن العظيم الشامخ.