
الغماري .. القائد الجهادي الذي وفى
في أعلى مستويات الوعي بخطورة المرحلة على الأمة وبحتمية جولات قادمة لمعركة المواجهة ضد العدو الصهيوأمريكي انتصارا لغزة .. زفت القوات المسلحة اليمنية خبر استشهاد القائد الهُمام اللواء الركن محمد الغماري الذي التحق بركب القادة الشهداء الجهاديين الخالدين.
في مسار معركة مفتوحة مع تحرك ونوايا جرائم العدو الإسرائيلي، بعد حياة جهادية معطاءة استشهد الغماري بكل عزة وإباء وشموخ منكلا بالعدو الصهيوني، وبعد أن ألحق بالعدو السعودي شر الهزيمة النكراء .
في ظل قيادته وتحت إشرافه تم صناعة الأسلحة اليمنية الثقيلة والخفيفة ومنها الصواريخ الفرط صوتية والانشطارية، والطائرات المسيرات وثبت ثبوت الجبال الروائي في ميادين دعم وإسناد جبهة غزة . وتنفيذا لتوجيهاته أطلقت القوات المسلحة اليمنية مئات الصواريخ والمسيرات وأهان العدو الإسرائيلي وكشف ضعفه وضعف الدفاعات الجوية والأمريكية لديه، إضافة إلى إهانة الهيبة الأمريكية في البحر وإسقاطها بضرب حاملات الطائرات وإسقاط طائرات إف 35 وطائرات MQ9 في جولتين من الصراع مع الأمريكي، طارد حاملات الطائرات، وربى ودرب الرجال ليصبحوا قادة بمستوى المسؤولية للمرحلة القادمة والجولة الآتية، فكان حقاً ويقيناً، قولاً وفعلاً رجل العهد الذي وفى ، صاحب المهمات العظيمة بعظمة مسار حياته الجهادية الأبية .
كان رحمه الله في مقدمة المجاهدين في الجبهات، ومنسق تقدمها وهجومها ومعلن نصرها وثباتها من أعالي سفوح جبال اليمن الشاهقة حتى سهولها وسواحلها ، خاض الحروب بضراوة وشراسة، نكل بالعدو ومرتزقته في كل جبهة وميدان، حتى تُوجت مسيرته الجهادية بما يستقحه وبما خلق له وما تمناه.
كان رجل المنجزات، ورجل العمليات الكبيرة الموجعة، رجل الصناعات الحربية، ومنْجَم الاستشارات والخبرات العسكرية، ومن عِلمه ويقينه بأن هذا اليوم سيأتي؛ درب مئات الآلاف من الجنود على يديه، صقل خبراتهم ووجّه بوصلة جهادهم نحو تحرير القدس والأقصى، لم يستطع العدو إيقاف إنجازاته، وردع عنفوان مسيرته الجهادية إلا عن طريق أسلوب العجز والضعف أسلوب الخيانة والغدر ، فقد كان رعبهم الذي لا يغادر توجسات أفكارهم، وكان قلعة التحدي التي تقف أمامهم، ومنارة مضيئة لمحور المقاومة بأكملها، حتى اصطفاه الله بين قافلة شهداء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
تلك المعركة المصيرية، التي كشفت معادن القادة، وميزت الخبيث من الطيب، وكان الشهيد الغماري أبرز قادتها المخلصين دعما وإسنادا ووقفا مع غزة وأهلها، حتى قدّم روحه في سبيل الله في ميادين العزة والكرامة.
رغم ارتقاء الشهيد الغماري لن ينكسر صمودنا، أو تضعف عزيمتنا، كوننا ندرك يقينا أننا أمام مسار معركة مفتوحة في جولات الصراع مع العدو الإسرائيلي، وبالتزام القوات المسلحة اليمنية باستمرار وقوفها إلى جانب إخواننا في المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حركة حماس ستبقى راية الجهاد خفاقة حتى تحقيق النصر الإلهي الموعود.
من هذا المنطلق الإيماني والديني والأخلاقي سنحمل المسار الجهادي والعملي الذي رسمه الشهيد الغماري في رئاسة هيئة الأركان العامة وعمده بدمه الطاهر، ودماء رفاقه من القادة والأفراد المجاهدين في الميدان على طريق تحقيق النصر القادم والمؤكد حتما .. إيفاء بعهد الوفاء للشهيد وكل الشهداء.