كتابات | آراء

ما وراء زيارة بن سلمان إلى واشنطن؟

ما وراء زيارة بن سلمان إلى واشنطن؟

بينما تتحدث وسائل الإعلام عن زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن يوم الثلاثاء الموافق 18 نوفمبر المقبل، تبرز العديد من الأسئلة في الساحة الإقليمية: ماذا يريد ابن سلمان من أمريكا؟ ولماذا يسعى لتوقيع اتفاق دفاعي جديد، في وقت لم تندمل فيه بعد جراح حربه على اليمن؟

من الواضح أن ولي العهد السعودي يعيش مرحلة من القلق السياسي والعسكري، فهو يدرك أن العدوان على اليمن، الذي بدأ بدعم أمريكي منذ عام 2015، لم يحقق أهدافه إطلاقًا. ولم يصل إلى هدنة مع اليمن إلا وهو مثقل بالهزائم العسكرية والسياسية، بعد أن أثبت الجيش اليمني قدرته على ردع التحالف، وضرب العمق السعودي والإماراتي، وصولًا إلى البحر الأحمر، وفرض حظر على الملاحة تجاه الكيان الصهيوني، وضرب عمقه دعمًا وإسنادًا لأبناء غزة خلال العامين الماضيين.
يحاول ابن سلمان اليوم أن يضمن لنظامه مظلة حماية أمريكية جديدة، وكأنه لم يتعلم من دروس الماضي. يريد أن يشتري الأمن من خلال التحالف مع واشنطن، رغم علمه بأنها عاجزة عن حماية سفنها وبوارجها الحربية وحاملات طائراتها في البحرين الأحمر والعربي، وعجزت عن صد الصواريخ اليمنية التي وصلت إلى أبعد مدى، رغم انتشار أساطيلها في المنطقة.
أما الحديث عن تحالف دفاعي بين السعودية وأمريكا، فهو في الحقيقة مجرد درع من ورق، لأن واشنطن لن تدخل حربًا جديدة في المنطقة، ولن تضحي بمصالحها الاقتصادية أو بجنودها من أجل مغامرات ابن سلمان، خصوصًا بعد أن واجهت إخفاقات متكررة في العراق وأفغانستان، وأخيرًا في البحرين الأحمر والعربي. ليس ذلك سوى المزيد من الحلب وبيع الوهم لمن لا يعقلون، ولا يفكرون، ولا يستوعبون المتغيرات.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا