كتابات | آراء

الفريق الغماري .. استشهاد على عتبات الفتح

الفريق الغماري .. استشهاد على عتبات الفتح

الشهيد البطل الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري.. قائد مسيرة الفتح ورئيس أركان العزة. في الذكرى السنوية للشهيد ، تتهادى الأنفاس بإكبار وإجلال، وترتسم في الأفق صورة القائد الشهيد، ورئيس أركان العزة، الذي خطّ بدمائه على درب القدس سفر الخلود..

إنه الشهيد البطل محمد عبد الكريم الغماري، الذي ارتقى إلى العلا في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، ليصبح شاهدًا على صدق القيادة وثبات الأمة.
لم يكن الشهيد محمد مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا من رموز الإيمان، ونجما منيرًا في مسيرة الجهاد. تربّى في مدرسة الإيمان والوطنية، وتدرّج في مراتب العطاء، حتى أصبح رئيس أركان القوات المسلحة، يحمل هموم الأمة، ويخطط لتحرير مقدساتها، ويؤمن بيقين أن النصر آتٍ لا محالة.
كان الشهيد البطل يؤمن بأن معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" هي المعركة المصيرية التي ستقرر مصير الأمة، وكان لسان حاله يردد دائمًا: "القدس لن تتحرر إلا بدماء الشهداء". فكان قائداً ومخططاً، يجمع بين حكمة القادة وصدق المجاهدين، يضع الخطط ويشحذ الهمم، ويذكّر جنوده بأنهم على موعد مع النصر.
على درب القدس، وفي لحظة من لحظات العزة، ارتقى الشهيد البطل إلى ربّه، مخلفاً وراءه إرثاً من البطولة والتضحية. لقد استشهد وهو يقود معركة "الفتح الموعود"، مؤمناً بأنه جزء من سلسلة المجاهدين التي لن تنقطع حتى يتحرر المسجد الأقصى. لقد مضى إلى ربه كما عاش.. عزيزاً شامخًا، مؤمنًا بوعد الله، واثقًا من نصره.
ها هو الآن، كما أخبرنا الصادق المصدوق، حي يرزق عند ربه، ينعم بما أعده الله للشهداء الأبرار. لقد تحققت فيه الآية الكريمة: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]. إنه في روضة من رياض الجنة، يشهد ثمار تضحيته، ويرى بعين البصيرة كيف أن دماءه أصبحت شعلة تنير درب الأحرار.
لقد ترك لنا الشهيد البطل رسالة واضحة: أن القيادة الحقيقية هي التي تثبت في ساحات الجهاد، وأن الرتب العسكرية لا معنى لها إلا إذا توجت بالتضحية والفداء، لقد علمنا أن طريق القدس لا بد أن يُروى بالدماء، وأن معركة "الفتح الموعود" تحتاج إلى قادة شجعان يقدمون أنفسهم قرباناً لله وللوطن.
في الختام .. إلى الشهيد البطل محمد عبد الكريم الغماري عذرًا إن قصّرنا.. لكننا سنظل نذكرك.. ونقتفي أثرك.. ونسير على دربك

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا