أخبار وتقارير

الإسناد العسكري اليمني لفلسطين.. الدلالات والأبعاد

الإسناد العسكري اليمني لفلسطين.. الدلالات والأبعاد

في ظل تصاعد العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني واستمرار الجرائم الوحشية في قطاع غزة تبرز العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها قواتنا المسلحة كعامل مؤثر في التصدي للمحتل إذ تمثل إسنادًا مباشرًا للمقاومة الفلسطينية وتجسيدًا عمليًا لموقف اليمن الثابت تجاه القضية المركزية للأمة،

هذه العمليات التي تُنفذ بدقة عالية في عمق الأراضي المحتلة تؤكد قدرة اليمن على خوض مواجهة مفتوحة جوًا وبحرًا ضد الكيان الصهيوني وتكشف عن تطور لافت في القدرات العسكرية اليمنية سواء في مجال صناعة وتطوير الصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيّرة بعيدة المدى.

"26سبتمبر" – خاص
أحدثت العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية تحولًا لافتًا في المشهد الإقليمي، بعد أن نجحت في استهداف مواقع حساسة للعدو الصهيوني، سواء عبر ضرب السفن المخالفة لقرار حظر الملاحة في مياه البحر الأحمر، أو عبر استهداف منشآت حيوية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة على مسافات تتجاوز 2000 كيلومتر.
وقد أربكت هذه الضربات الدقيقة حسابات الاحتلال، وألحقت به خسائر فادحة على الصعيدين العسكري والاقتصادي، ما دفع العديد من شركات الطيران العالمية إلى تعليق رحلاتها نحو المناطق المحتلة، في حين شهدت الممرات البحرية المرتبطة بالكيان الصهيوني شللًا شبه كامل، شمل البحر الأحمر، والبحر العربي، وخليج عدن، وباب المندب.
ويؤكد مراقبون أن هذا التصعيد النوعي يعكس حجم التأثير الاستراتيجي للعمليات اليمنية، ويعيد رسم معادلات الردع في المنطقة، في ظل عجز الاحتلال عن احتواء تداعيات الضربات المتواصلة.

تطور نوعي
من خلال مراحل التصعيد المتتالية التي تنفذها القوات المسلحة، سواء في عمق المناطق المحتلة أو ضد الملاحة البحرية في المسطحات المائية الممتدة من المحيط الهندي مرورًا بالبحرين العربي والأحمر وحتى البحر الأبيض المتوسط، برز تطور نوعي في القوة الصاروخية والطائرات المسيّرة من مختلف الأجيال، التي كشفت عنها اليمن خلال مراحل التصعيد الخمس. وقد جعل هذا التطور كل مرحلة أشد فتكًا وإيلامًا للعدو، وأسهم في تضييق الحصار البحري عليه، وأثر بشكل كبير على حركة الطيران إلى مطار اللد بشكل شبه متواصل.
وعلى الرغم من كثافة الغارات العدوانية الأمريكية والإسرائيلية على اليمن، التي طالت العاصمة صنعاء وعددًا من المحافظات واستهدفت أعيانًا مدنية، لم تحقق أهدافها في الحد من استمرار العمليات العسكرية المساندة لفلسطين ودعم مقاومتها الصامدة في قطاع غزة. بل دفعت القوات المسلحة اليمنية إلى مضاعفة عملياتها وتكثيف ضرباتها بشكل أكبر وبمديات أبعد، لتؤكد أن السبيل الوحيد لوقف استهداف الاحتلال مرتبط بوقف عدوانه وحصاره الجائر على سكان قطاع غزة.

دلالات وأبعاد هامة
يرى عدد من المحللين السياسيين والعسكريين أن قدرة اليمن على الثبات والصمود أمام تحالف المعتدين لما يقارب عقدًا ونيف من الزمن واستمراره في إسناد قطاع غزة بشكل مستمر وبمختلف أسلحة الدفاع المتاحة، من الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة والدفاعات الجوية، والمديات التي تصل إليها تلك الصواريخ والطائرات، تحمل العديد من الدلالات والأبعاد الهامة، من أبرزها:
• استشعار اليمن للواجب الديني والإنساني والأخلاقي تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني.
• امتلاك اليمن لترسانة عسكرية حديثة ومتطورة، ومخزون استراتيجي من الصواريخ والطائرات المسيّرة، ومختلف أسلحة القوات البرية والبحرية والجوية.
• القدرة على التصنيع الحربي وتطوير الصواريخ والمسيرات على أيدي خبراء ومهندسين عسكريين يمنيين، ما أضاف بعدًا هامًا في الجانب العسكري، وأثبت أن كل المحاولات للحد من العمليات العسكرية ضد المعتدين غير مجدية.
• أن الرهان على الأدوات لتحقيق ما عجزت عنه الولايات المتحدة والدول المنخرطة في تحالفها في اليمن لن ينجح، ولن تستطيع أي من أوراقها المحروقة تحقيقه.
• أن سلاح اليمن النوعي يمثل إحدى ركائز الأمن القومي العربي، وقوة بيد اليمن تحمي سيادته وتصون أمنه واستقراره.
• أن اليمن نجح في فرض معادلات جيوسياسية في البحر الأحمر، تعزز الأمن البحري للملاحة الدولية، وتضع حدًا لعربدة كيان الاحتلال في مياه اليمن الإقليمية.
• تسخير الموقع الاستراتيجي لليمن في تعزيز الأمن القومي العربي ضد المخاطر التي تهدد العرب جميعًا، ما جعل اليمن يتصدر المشهد بثقل سياسي وعسكري في الساحة الإقليمية والدولية.

إسناد مستمر
لا يكاد يمر أسبوع إلا ويشهد عمليات عسكرية نوعية تطال أهدافًا حساسة للاحتلال الصهيوني، ما يؤكد ثبات الموقف اليمني، وتتنوع هذه العمليات بين ما يتم الإعلان عنه رسميًا من قبل القوات المسلحة، وما يُنفذ دون إعلان، وهو ما أدخل الاحتلال في حرب استنزاف طويلة، جعلته في مأزق وورطة اختارها بنفسه، وخلال الأسبوع المنصرم، نفذت القوات المسلحة اليمنية عدة عمليات نوعية، من أبرزها:

• استهداف مطار اللد
نفذت القوات المسلحة يوم أمس الأحد عملية نوعية استهدفت من خلالها مطار اللد في منطقة يافا المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2"، مما أدى إلى إغلاق المجال الجوي للعدو الصهيوني وفرار الملايين من المستوطنين الى الملاجئ.
وكانت القوة الصاروخية قد استهدفت مطار اللد ايضاً في الـ 14 من الشهر الجاري بصاروخ بالستي فرط صوتي نوع «فلسطين2» مما أدى الى وقف الرحلات الجوية من وإلى المطار.

• أربع عمليات عسكرية
في 12 أغسطس، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ أربع عمليات عسكرية استهدفت أربعة أهداف للعدو الإسرائيلي في مناطق حيفا، أم الرشراش، النقب، وبئر السبع، باستخدام ست طائرات مسيّرة.
• استهداف يافا وعسقلان وبئر السبع
في 8 أغسطس، أعلنت القوات المسلحة تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية استهدفت مواقع للعدو الإسرائيلي في مناطق يافا، عسقلان، وبئر السبع، بثلاث طائرات مسيّرة.

دعوات وتحذيرات
من خلال الخطاب السياسي والعسكري اليمني، توجه القيادة السياسية والثورية والعسكرية العليا دعوات للأمة العربية والإسلامية للقيام بواجبها الديني والإنساني والأخلاقي، لوقف جرائم الإبادة الصهيونية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة بشكل غير مسبوق. وبالتوازي مع هذه الدعوات، تُطلق تحذيرات من الخطر الداهم الذي تمثله الصهيونية على العرب والمسلمين جميعًا، وهو ما يحرص عليه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاباته التعبوية، التي تتناول آخر التطورات على الساحة الإقليمية والدولية، وتضع العرب والمسلمين أمام مسؤولية تاريخية دينية وإنسانية وأخلاقية تجاه المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة.
وتأتي هذه التحذيرات والدعوات في إطار الحرص على وحدة الصف العربي والإسلامي أمام عدو يستهدف الجميع، ويستبيح سيادة الشعوب، ويدنس مقدساتها، وهنا، ينبغي أن يفيق العرب والمسلمون من غفلتهم، وأن يدركوا أن خطر الصهيونية لا يقتصر على المناطق التي يحتلها في فلسطين وسوريا وجنوب لبنان، بل يتجاوز ذلك ليصل، وفق الادعاء التوراتي لقادة الكيان، إلى المساحة الممتدة ما بين نهر الفرات ونهر النيل وحتى شمال السعودية، كما كشف عنه مجددًا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي رفع خارطة للشرق الأوسط الجديد حسب المخطط الصهيوني التوسعي.
فهل يعي قادة الأنظمة العربية هذا الخطر المحدق بالجميع؟ وهل يدركون أن لا خيار أمامهم سوى صد ومواجهة المشروع الصهيوني، وإسناد المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والرجال، وقطع كل أشكال التعاون مع العدو الصهيوني الغاصب؟ ذلك هو السبيل الوحيد لاستعادة مكانة العرب والمسلمين، وصون كرامتهم، وحماية سيادتهم ومقدساتهم، والحفاظ على مواردهم وثرواتهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا