الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.. الأهمية والدلالات
خاص: 26سبتمبر
في ظل الحرب الصليبية الجديدة التي تقودها أمريكا والغرب، والتي تستهدف بشكل علني العرب والمسلمين وفق عقيدة الصهيونية المسيحية والخرافات المنسوبة إلى التوراة المحرّفة،
يجب علينا كأمة إسلامية أن نعزز مستوى الوعي الثقافي النابع من الهوية الإيمانية، وأن نجعل من ذكرى المولد النبوي الشريف محطة هامة لتجديد الارتباط والولاء لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم من خلال التوقير والتعظيم والسير على النهج الذي أرساه، واتباع ما أمرنا به، والانتهاء عمّا حذّرنا منه.
كما أن إظهار مظاهر الفرح والسرور بمولد الهدى والنور، الذي يجسّده أحفاد الأنصار باحتفالهم المليوني بذكرى المولد النبوي الشريف بهذا الشكل غير المسبوق، خاصة بعد قيام ثورة 21 من سبتمبر، يحمل دلالات وأبعادًا هامة، منها:
• أن أحفاد الأنصار في يمن الإيمان والحكمة لا يزالون على العهد الذي كان عليه أجدادهم في نصرة رسول الله وحمل راية الإسلام والجهاد في سبيله.
• تذكير البشرية في مختلف أصقاع المعمورة بمولد خير خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبالرسالة التي حملها لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
• تعزيز وتعميق الهوية الإيمانية في أوساط المسلمين، وترسيخ قيم الإسلام في المحبة والإخاء والتعاون ونصرة المستضعفين.
لا بد من استشعار خطر الصهيونية والحرب الصليبية التي تقودها أمريكا والغرب ضد المسلمين بشكل عام، وضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى المبارك بشكل خاص، الذي يُدنّس من قبل اليهود الغاصبين في إطار مساعيهم الخبيثة لهدمه وبناء الهيكل المزعوم، إلى جانب جرائم الإبادة التي يرتكبونها في قطاع غزة منذ ما يقارب العامين.
ومما يجسّد عداء أمريكا والغرب للعرب والمسلمين ما قاله وزير الدفاع الأمريكي الحالي (بيل هيسغت) في كتابه "الحرب الصليبية الأمريكية":
"كما تصدى الصليبيون المسيحيون الأوائل لجحافل المسلمين في القرن الثاني عشر، سيحتاج الصليبيون الأميركيون اليوم إلى استجماع الشجاعة نفسها ضد الإسلاميين".
إلى جانب ذلك، جريمة إحراق المصحف الشريف التي أقدمت عليها المرشحة الأمريكية فالنتينا غوميز لعضوية الكونغرس ضمن دعايتها الانتخابية، حيث قالت: "سأقضي على الإسلام، ساعدوني للفوز في الانتخابات".
وهذا ما يؤكد أن الحرب التي يخوضها الصهاينة ضد شعب فلسطين وعدد من الدول العربية تندرج في إطار الحرب العقائدية التي تشنها الحضارة الغربية ضد الحضارة الإسلامية بشكل واضح، ووفق خطة المسيحية الصهيونية التي تجاهر اليوم بتنفيذ مخططاتها الهادفة إلى توسيع تمدد كيان الاحتلال للسيطرة على أجزاء من أراضي عدد من الدول العربية، إلى جانب أرض فلسطين، لإنشاء ما يسمونه "إسرائيل الكبرى" التي يزعمون أنها ستمتد من نهر الفرات إلى نهر النيل وحتى شمال السعودية.
النهج القويم
عندما نتطرق إلى هذه الشواهد، فإنما نهدف إلى التنبيه على خطر الصهيونية على العرب جميعًا، وأنه لا مجال ولا مخرج للعرب والمسلمين إلا بالعودة الصادقة إلى النهج القويم، والسير على خطى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حتى يكتب الله لنا النصر ضد المعتدين البغاة وأدواتهم من المنافقين.
ولذلك، يومان فقط تفصلنا عن الاحتفال بالفعالية المركزية التي ستشهدها العاصمة صنعاء والمحافظات، ابتهاجًا وسرورًا بذكرى المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، ليجدد اليمانيون العهد والولاء لرسول الله، ويؤكدوا المضي على نهجه القويم في محاربة أعداء الدين، ونصرة المستضعفين، وحماية اليمن من المؤامرات التي يحيكها البغاة المعتدون وأدواتهم.





