الحسابات الخاطئة
العميدالركن: نجم عباد /
على مقربه من انتهاء الشهر التاسع من العدوان الإجرامي للكيان الصهيوني على غزة وبكل ما حملته هذه المدة من وحشية في استهداف المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء وقتل متعمد لهم وتدمير الحياة بكل نواحيها
إلا أن هناك مقاومة متسلحة بالايمان والعقيدة الجهادية الثابتة التي لم ولن تلين امام الوحشية الصهيونية فنرى أن الناطق العسكري لكتائب القسام أبو عبيده يتكلم "قتلنا العديد من الضباط والجنود من مسافة صفر (2-100متر) واستمرار عمليات القنص ودمرنا وأعطبنا كذا آلية ومدرعة واستولينا على طائرات مسيرة ودك عدة تجمعات لجيش الكيان بالهاون والأسلحة المناسبة وتم تفجير مبان وفتحات أنفاق على جيش الكيان وتم استهداف تل أبيب وغلافها بالصواريخ".. من جانبها سرايا القدس لها كذلك أهداف تم تحقيقها وتقديرا ربع ما فعلته القسام وهذا يعني خسائر مادية وبشرية كبيرة ربما تصل بأقل تقدير إلى عشرات المقاتلين من جيش الاحتلال...
ليظهر جليا للعالم الخطأ الذي ارتكبه الجيش الإسرائيلي وهو الحسابات الخاطئة لتقدير الموقف الذي يبني عليه القائد في اتخاذ القرار السليم لإدارة المعركة وعمل حلول وبدائل إذا حدث تغير ديناميكي للأحداث أثناء القتال..
فتقدير الموقف يعني عمل استخباري واستطلاعي والكتروني وكل أنواع تجميع المعلومات من مراقبة المدفعية والدفاع الجوي والهندسة والكيمياء كل هذه الأسلحة المقاتلة والساندة تستطلع الطرف المعادي للكيان تستطلع قواته وجاهزيته وروحه المعنوية وتدريبه والعقيدة القتالية للمقاتل وطرق القتال التي يستخدمها وعلاقة الجنود بالمرؤسين وأماكن قواته المقاتلة والساندة ووووالخ ..
وتستطلع وترفع التقارير عن الأرض ماهي الهيئات الحاكمة وطرق التقرب وأفضل طرق المناورة والمجهودات الرئيسية والثانوية لهجوم القوات وإمكانية المناورة وأفضل الوحدات التي تقاتل في هذه الأرض ودراسة سكان المربعات السكانية في القطاع والانفاق والاحراش والبيوت وعقد الطريق وأماكن تواجد المقاومة ووووالخ.
دراسة قوة الجيش الصهيوني وإمكانياته والجاهزية والمعنوية كلها عندهم مسبقا ودراسة الطقس معروف لديهم ..
فشلهم كان في تقدير الطرف المعادي والأرض وهذه هزيمة معلوماتية لدولة تمتلك أقوى جهاز مخابرات في المنطقة وتمتلك أفضل أجهزة ووسائل الحرب الكترونية والاتصالات ولها جيش من العملاء وجميع استخبارات الدول المجاورة تعمل تنظيم تعاون معها وتبادل معلومات بشكل مستمر ..
وفوق كل هذا فشلت في دراسة قوات فصائل المقاومة من حيث العدد والتدريب والتجهيز والتصنيع الحربي وفشلت في دراسة الأرض ..
نحن هنا كعسكريين لا نقلل من كفاءت وسائل جمع المعلومات عند الجيش الإسرائيلي وانما نؤكد للعالم إن المقاتل المؤمن بقضيته ووسائله التقليدية والدفاع السلبي الذي يستخدمه أذكى عشرات المرات من الوسائل والمعدات الحديثة في يد الجندي الذي لا يؤمن بالقضية التي يقاتل من اجلها..
قال تعالى (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة).





