عُقدت بصنعاء اليوم، ندوة فكرية بعنوان "الاصطفاف الوطني.. واجب لدعم ونصرة غزة"، نظمها المكتب السياسي لأنصار الله بالتنسيق مع الأحزاب السياسية اليمنية.
وفي افتتاح الندوة التي حضرها أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، وعضو مجلس الشورى مصلح أبو شعر، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي الديلمي، أهمية هذه الندوة لمناقشة قضية محورية تُشكل ضمانة لاستقرار اليمن ونهضته تتمثل في الاصطفاف الوطني.
وأشار إلى أن اليمن يواجه تحديات جسيمة ومؤامرات خارجية، تستهدف وحدته وسيادته وثوابته.. مبينًا أن قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل لا تخفي عدائها لإرادة الشعب اليمني وتعمل على إضعاف الجبهة الداخلية ببث سموم التفرقة والفتنة بين أبنائه.
وقال "في خضم تلك التحديات يُبرز دورنا جميعًا قيادة وأحزابًا وشعبًا ومؤسسات في التصدي للمخططات الإجرامية وليس هناك من سلاح أقوى من وحدة الكلمة واصطفاف النوايا".. مؤكدًا أن محاولة النيل من القيادات الوطنية لم تأت من فراغ إلا بسبب موقفها الشجاع الذي انحاز للحق، بمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة.
ولفت الديلمي، إلى أهمية أن يكون شعار المرحلة الراهنة، وحدة الصف والهدف والمصير، واليقظة أمام محاولات الاختراق والإضعاف، ما يتطلب من الجميع العمل على بناء اليمن القوي الحر الذي يقف شامخًا في وجه الطغيان، مناصرًا للمظلومين ومدافعًا عن قضايا الأمة.
بدوره، أشاد ممثل حركة حماس في صنعاء معاذ أبو شمالة، بالموقف اليمني البارز المختلف عن المحيط العربي والإسلامي والذي فاق التوقعات وتحدى كل الإجراءات وتحمل الكثير من التبعات بقصفه موانئ ومطارات العدو والكثير من المواقع الحساسة في فلسطين المحتلة، وفرض حصارًا على كيان العدو الصهيوني خارج حدود فلسطين.
وأثنى على المسيرات المليونية الأسبوعية في اليمن والتي لم تشهدها عواصم عربية ولا إسلامية تحت الشعار الذي أطلقه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي "لستم وحدكم".. لافتًا إلى التضامن والحراك العالمي الشعبي والرسمي المتنامي كأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة وتقديم العدو وعصاباته للمحاكم الدولية.
وجددّ أبو شمالة، التأكيد على ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه متحديًا كل جرائم العدو، في صمود أسطوري لا نظير له متشبثًا بأرضه بالرغم من الآلام والجراحات، وسيبقى الشعب الفلسطيني صخرة تتحطم عليها كل المؤامرات والجرائم.
وتحدث عن الملامح المضيئة التي تبرز في ظل المشهد القاتم، وتبعث الأمل في النفوس وتكسر هيبة العدو الصهيوني وتفشل مخططاته وتُبشر بهزيمته وانهياره، ومنها صمود المقاومة الفلسطينية لمختلف الفصائل وفي المقدمة كتائب القسام، والمتحدية لآلة العدو وإيقاع الخسائر البشرية والمادية، وجعل عصابات العدو تتصاغر أمام بطولاتهم.
وأوضح ممثل حركة حماس، أن الشعب الفلسطيني لن ينسى لليمن قيادة وحكومة وشعبًا وجيشًا مواقفه، وستبقى تضحيات اليمنيين مشعل نور تضيء طريق التحرير ونارًا تحرق الصهاينة حتى الفتح الموعود.
وقُدّمت في الندوة التي أدارها الناشط الثقافي الدكتور يوسف الحاضري، ست أوراق عمل، الأولى لرئيس الدائرة الإعلامية بالمؤتمر الشعبي العام طارق الشامي، بعنوان "التماسك الوطني والسياسي.. خط الدفاع الأول لصمود اليمن"، أشار فيها إلى الضوابط والقيم التي يحرص الشعب اليمني عليها للحفاظ على وحدة المجتمع ونبذ الفرقة وإثارة الفتن، وتحث على مواجهة المخاطر التي تستهدف مقدرات المجتمع والمتمثلة في الضوابط الدينية، والقانونية، والعربية والمجتمعية، والحزبية.
وأكد أن تماسك الشعب اليمني بقواه السياسية والاجتماعية منذ بداية العدوان على البلاد عزّز من الصمود والثبات في وجه العدوان الذي استهدف المجتمع ومقدراته وبنيته التحتية.. لافتًا إلى أنه مع مضي الوقت تكشفت الحقائق بأن مخطط استهداف اليمن تُديره قوى صهيونية ليس منذ 2011م، وإنما بشكل دائم عبر غرف عمليات ومخططات مدروسة.
فيما ركزت الورقة الثانية المقدمة من أمين عام حزب الرشاد اليمني الدكتور محمد أنعم على الحشود المليونية الأسبوعية المساندة لفلسطين والداعمة لغزة في الميادين والساحات.. مبينًا أن المسيرات والوقفات وصلت الأسبوع الأخير إلى 1400 ساحة وميدان.
وأوضح أن الحشود المليونية اليمنية كانت محط أنظار العالم، الذي ينظم مسيرات في بعض العواصم الأوروبية.. معتبرًا المسيرات المليونية في اليمن دليلًا على التفاف القطاعات الشعبية والأحزاب والتنظيمات والفعاليات الجماهيرية مع القيادة الثورية والسياسية والقوات المسلحة في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" نصرة لغزة.
وأكد الدكتور أنعم، أن خروج اليمنيين في مسيرات مليونية أسبوعيًا، يعبر عن ارتباطهم بقضية الأمة المركزية "فلسطين"، ودعمهم للمجاهدين في غزة، ورسالة بأن اليمن لن يستسلم أو يخضع وهو ماض في موقفه الثابت المناصر لغزة والدعم للشعب الفلسطيني.
بدوره، قدم أمين سر حزب جبهة التحرير الدكتور عارف العامري، في ورقة العمل الثالثة بعنوان "من الفتنة إلى الاصطفاف الوطني وبناء المناعة المجتمعية"، رؤية استراتيجية للانتقال من حالة الاستقطاب ومحاولات التمزيق إلى الوحدة والتماسك الوطني في ظل ما يواجه اليمن من عدوان خارجي يستهدف سيادته وهويته.
وأكد أن العدوان الذي تقوده الصهيونية والامبريالية الأمريكية، لا يهدف لتدمير البنى التحتية فحسب، وإنما يسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي وإثارة الفتن الداخلية خدمة لأجندة خارجية.. مبينًا أن المناعة المجتمعية، أصبحت ضرورة حتمية لمواجهة التحديات، والاصطفاف الوطني هو السلاح الأقوى لقطع الطريق على كل المحاولات الرامية النيل من وحدة اليمن وتماسكه.
وشدد الدكتور العامري، على أن بناء المناعة المجتمعية يتطلب العمل في المستويات السياسية والقيادية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ومواجهة الحرب الناعمة والإعلام المضلل.. مؤكدًا أن المرحلة تتطلب التضحية والوعي والمسؤولية للوقوف صفًا واحدًا في وجه المؤامرات التي تستهدف الوطن ومؤسساته.