الشهادة في سبيل الله نجـاح وفلاح

في ذكرى الشهيد التي نعتز بها ونفتخر، ونستلهم منها حب التضحية في سبيل الله، نستذكر من قدّموا أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية كي ننعم بحياةٍ من العزة والرفعة والقوة والمجد.
هناك عنوانٌ للشهادة، وواقعٌ للشهادة يجعل التضحية بالنفس من أعظم مراتب الشرف، ومن أربح الخواتيم، لأنها في سبيل الله.

الشهادة في سبيل الله نجـاح وفلاح

هناك شهادةٌ فعلية تتوقف على نفسٍ تعيش حب الشهادة، ووعي الشهادة، وقداسة الشهادة في داخلها، تعرف ماذا تعني الشهادة؟ ومتى يكون القتل شهادة؟ ولأي شيء تؤدي الشهادة؟ وأي فوز تحققه؟ وأي نجاة تتبعها؟
هذا الزاد هو زاد الشهادة، الذي يجب أن يسبق حالة الشهادة الفعلية، والتحقق الفعلي للشهادة.

التربية الإيمانية
بقدر ما تعظم أطماع الطاغوتية الأمريكية الصهيونية في الأرض، واستعباد الناس، وإذلال المؤمنين، ومحاولة القضاء على دين الله سبحانه وتعالى، وبقدر ما تزداد تحالفاتها – أعني الجاهلية والطاغوتية – من أجل ذلك تحتاج أمة الإيمان إلى تنشئة الروح الفدائية والقتالية، والتوفر على شجاعة القتال، والتقدم في وسائله، وإعداد القوة الغالبة، كما تحتاج – وبصورة ضرورية – إلى التربية الإيمانية، ومشاعر التقديس لله، والتعلق بالآخرة.

الانتصار على النفس
كل حياتنا معركةٌ مع النفس، ومعركةٌ مع الأعداء، ومعركة النفس أولًا، والانتصار يبدأ من الانتصار عليها، وتتويج الفوز في هذا الصراع، وتتويج هذا النصر أنه إذا قُتلت، فإنما يكون في سبيل الله، أن تكون الحياة جادةً صادقةً بأن حربها لنصرة دينه تبارك وتعالى.
الجدية كل الجدية، والعقل كل العقل، والنضج كل النضج، في أن يكون القتال في سبيل الله، وأن نكون جادين كل الجد، صادقين كل الصدق، في أن تكون حربنا التي نخوضها لنصرة دين الله، والدفاع عن سيادة وطننا، ونصرة المستضعفين.
الشهداء هم مثالٌ حيٌّ كبيرٌ لإدراك أهمية القوة، وأهمية الانتصار على النفس، ومتى يكون القتل والقتال في سبيل الله، ومتى تكون التضحية بالنفس منجاةً وفوزًا عظيمًا، وشهادةً في المفهوم الإسلامي.
وسيبقى شهداؤنا الأبطال مدرسةً لا تكف، وبذرةً لتخريج الجيوش الواعية المنتصرة، وليعلم الكفر أنه إذا هان على الكافر أن يضحي من أجل الشيطان والدنيا، فإنه لأهون على المؤمن – بما لا يُقاس – أن يضحي في سبيل الله، والفوز في الآخرة.

واقع الأمة
أمتنا اليوم في حالة خنوعٍ وذلٍّ وتشتتٍ وتنافر، وتسابقٍ لخدمة أعداء الأمة، لكنها متلاقيةٌ في اسمها الإسلامي، وفي انتمائها الإسلامي، ولا تتوافق في هدفها الإيماني، ولا في أوامر الله عز وجل، الذي يأمر بالاعتصام بحبله، ومقارعة الشرك والطغيان، وينهى عن موالاة الأعداء.
الشهداء قدّموا دماءهم ليقولوا للأمة إن الأبطال الذين تفردوا، الذين كانوا من الصف المتفرد وعيًا وإيمانًا وإدراكًا إسلاميًا، واعتزازًا بالروح الإيمانية الجهادية، كانت تضحياتهم تحمل هذا الهدف.
ولكن خسئ المعادون لله عز وجل، فقد أرادوا أن يبعثوا أملًا في نفوس الطواغيت وأتباعهم بأن النصر لهم، وبأن الهزيمة للإسلام ولأهل الغيرة على دين الله تبارك وتعالى.

العدوان والمواجهة
ثم أرادوا محاولة السيطرة على اليمن والقضاء على آمال وتطلعات الشعب اليمني في تحقيق الحرية والاستقلال ، وأن يئدوا البدايات الكبرى لمعركة النفس الطويل، التي استمرت حتى النصر.
وأعادوا الكرّة عند إسناد شعبنا وجيشنا لغزة في أشرف وأقدس معركة، وهي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وبكل فخر خرج شعبنا يساند غزة بكل إمكانياته.
يا لها من عزةٍ لنيل الشهادة على يد الصهيونية وأمريكا وعملائهم وأتباعهم، واستهداف الأمة بكل إمكانياتهم بالقتل والتدمير هو اعترافٌ منهم بأن العداوة للمسلمين – كل المسلمين – لا لقوميةٍ دون قومية، ولا لأهل لغةٍ دون لغة، ولا لجنسٍ على خلاف جنس، إنها عداوةٌ للإسلام كله، ولكل مسلم، فالمستهدف الأول هو الإسلام، والمسلمين .
هذا هو هدفهم الأول والأخير، وهيهات منا الذلة... ولا نامت أعين الجبناء.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا