كتابات | آراء

الحوار أساس ومواجهة الاستكبار نهج

الحوار أساس ومواجهة الاستكبار نهج

في ظل التحديات المتصاعدة في المنطقة، وتزايد محاولات الهيمنة الخارجية على شعوب الأمة، يظل اليمن نموذجاً للصمود الوطني المستند إلى مرجعية قرآنية راسخة.

خطاب السيد القائد في ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم، ليس مجرد تجديد للوفاء بالمبادئ الروحية، بل خارطة طريق سياسية واضحة.. الحوار أساس للتعامل مع الآخرين، ومواجهة الاستكبار العالمي نهج ثابت، يعكس رؤية يمنية سياسية مترسخة، تضع الكرامة الوطنية والموقف القرآني في قلب السياسة الخارجية. هذا المقال يعرض كيف تترجم هذه الرؤية عملياً في موقف اليمن تجاه غزة، والبحر الأحمر، والدور الإقليمي للأمة.
يأتي الخطاب السنوي للسيد القائد هذا العام ليضع الملامح الأساسية للسياسة الخارجية اليمنية في ضوء التحديات الراهنة، مؤكداً أن مواقف اليمن ليست عابرة أو ظرفية، بل مستمدة من رؤية قرآنية راسخة. منذ انتهاء الحرب السادسة على صعدة في 2010م، أصبح خطاب السيد القائد يحفظه الله مرجعاً أساسياً لتحديد التوجهات الاستراتيجية خلال العام، ومرآة لرؤية سياسية تقوم على الثبات والصمود في مواجهة الاستكبار والطغيان.
وفي خطابه الأخير، ركز السيد القائد على موقف اليمن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن دعم غزة ليس مجرد موقف شعوري أو عاطفي، بل امتداد طبيعي لرؤية قرآنية واضحة، تتجسد في الآية الكريمة: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ…}، التي تحدد منهجية اليمن في العلاقات الدولية، مبنية على الكلمة السواء والعدالة، ورفض الهيمنة والاستبداد، وعدم السماح لأي قوة بفرض إرادتها على شعوب المنطقة. فالآية تؤكد أن السيادة الحقيقية للأمم هي لله وحده، وأن أي تدخل خارجي يسعى للسيطرة أو التحويل إلى مناطق نفوذ خاضعة، هو نقض للشرعية الإلهية ومواجهة للقيم الإنسانية
اليمن اليوم، وهو يخوض عملياً معركته في البحر الأحمر والمياه الإقليمية دفاعاً عن غزة، يقدم نموذجاً عملياً لهذا الموقف القرآني، مؤكداً أن الكلمة السواء هي الأساس في أي علاقة بين الدول، وأن التبعية والهيمنة مرفوضة بشكل قاطع. فالموقف اليمني الراسخ تجاه فلسطين، والمساندة المتواصلة للشعب الفلسطيني، يعكس استراتيجية وطنية قائمة على رفض الخضوع للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية، وعلى الدفاع عن استقلال القرار الوطني وكرامة الأمة وما يشهده البحر الأحمر اليوم من تحركات يمنية لحماية ممرات الشحن وتأمين خطوط الملاحة، ليس مجرد خطوة تكتيكية، بل ترجمة فعلية لمبدأ القرآن في عدم التخاذل أمام مشاريع الهيمنة والاحتلال.
كما أن خطاب السيد القائد يعيد تأكيد الأولويات الاستراتيجية لليمن على الصعيد الإقليمي، من خلال ربط السياسة الخارجية بالدور القرآني في دعم القضايا الكبرى للأمة، بما يشمل تعزيز التحالفات مع محور المقاومة، وتعميق التعاون مع الدول التي تتقاسم الرؤية نفسها حول استقلال القرار الوطني ورفض الاستكبار فالخطاب يجعل من اليمن لاعباً فاعلاً في مواجهة المشاريع الاستعمارية والهيمنة الغربية، ويؤكد أن الموقف من غزة ومن أي عدوان على الأمة لن يكون معزولاً عن المبدأ القرآني الذي يرفض أن يكون بعضنا لبعض أرباباً من دون الله.
وفي هذا السياق، فإن دعوة الآية الكريمة للحوار على قاعدة الكلمة السواء ليست مجرد شعار ديني، بل مبدأ يحدد أسلوب التعامل مع الأمم الأخرى، ويؤسس لسياسة خارجية متوازنة تقوم على الثبات والمصداقية والالتزام بالقيم القرآنية، مع الحفاظ على الحقوق والمصالح الوطنية. وعندما يُستشهد بهذه الآية في خطاب السيد القائد، فإنها تصبح خارطة طريق للسياسة اليمنية طوال العام، توضح للعالم أن موقف اليمن ليس موقفاً موسميًا، بل استراتيجية متجذرة في مرجعية إيمانية وسياسية واحدة، تُترجم اليوم عملياً في مواجهة التحديات في البحر الأحمر ودعم غزة، وفي تعزيز مكانة اليمن كلاعب إقليمي مؤثر لا يقبل الهيمنة أو التبعية.
بهذا المعنى، يمكن القول إن السياسة الخارجية اليمنية لهذا العام ستظل ملتزمة بالمرجعية القرآنية، محافظة على استقلال القرار الوطني، ملتزمة بمبادئ الكلمة السواء، رافضة لأي شكل من أشكال الهيمنة أو التبعية، ومصرة على أن يظل موقف اليمن من غزة ومن القضايا المركزية للأمة مبدئيًا وثابتًا. وما يظهر اليوم من خطوات يمنية عملية على الأرض يعكس الترجمة الفعلية لهذه الرؤية، مؤكداً أن اليمن لن يتراجع عن دعم فلسطين أو مواجهة مشاريع الاستكبار مهما كانت التحديات، وأن صوته سيظل حاضراً في قلب معركة الأمة الكبرى، متمسكاً بالهوية القرآنية، ورافعاً راية الحق والكرامة فوق كل قوة غاشمة أو مشروع استعماري.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا