كتابات | آراء

إنني مسكون بذكراكم أيها الأحباء (1- 3)

إنني مسكون بذكراكم أيها الأحباء (1- 3)

عزيزي القارئ أن تفقد عزيزا أو زميلا بالتأكيد ستكون مغبونا وحزينا لفراقه، لكن أن تفقد عشرات الزملاء والأصدقاء دفعة واحدة وبشكل مفاجئ غير متوقع ففي هذه الحالة الغبن والحزن يزداد عشرات المرات، نعم يزداد بشكل يفوق التصور وهذا ما حصل لنا نحن زملاء وأصدقاء شهداء صحيفتي "26سبتمبر واليمن" الذين تعرضوا لعدوان غادر وجبان..

تعرضوا لعدوان الغارات الصهيونية يوم الأربعاء المشؤوم 10/9/2025م وهم يؤدون أعمالهم في مقار صحفهم.. كانت ومازالت خسارة بشرية كبيرة لا تتعوض بسهولة.. غبني عليكم يا شهداء.. انني مسكون بذكراكم أيها الأحباء..
خسارة بشرية لم يتوقعها أحد خاصة أن القانون الدولي لحماية الصحافة يتضمن: "الحماية الكاملة لوسائل الإعلام المختلفة بجميع كوادرها وممتلكاتها وتؤكد هذه النصوص والمواد على ضرورة تحييد هذه المؤسسات وتجنيبها أية عملية استهداف عسكري من أي طرف كان من أطراف الصراع حول العالم".
عدة صحف وهيئات إعلامية ومنظمات حقوق الإنسان اعتبرت العدوان الصهيوني على مقر صحيفتي "26سبتمبر واليمن" جريمة حرب بشعة..
لم يكن الفيلسوف الروسي فلاديمير ايلتش اليانوف لينين عندما أطلق عبارته الشهيرة "الصحفي مؤرخ اللحظة" أو عبارته "اعطني صحيفة اعطيك شعبا طيب الأعراق"، لم يكن يعلم أنه سيأتي يوم يبيح الصهاينة والإمبرياليين فيه دماء الصحفيين ومقرات الصحف.. فالصهاينة الملاعين يتشدقون هم وأسيادهم الأمريكان بالمواثيق والأعراف الدولية لكنهم لا يعملون بها والأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى.
إن العدوان الاسرائيلي على الأعيان المدنية والأبرياء يعد انتهاكاً للمعاهدات والمواثيق الدولية التي تنص على عدم الاعتداء على المباني والأعيان المدنية.
أيها الأحباء الشهداء الذين صعدتم إلى بارئكم من جراء قصف الصهاينة الغادر لم تكونوا سوى أقلام حرة تدافع عن الحق وعن قضية العرب والمسلمين المركزية فلسطين ورحيلكم لن يثني زملاءكم الأحياء عن مواصلة رسالتكم والسير في دربكم الذي استشهدتم في سبيله ومن أجله ومن أجل نصرته المؤكدة، ولذلك فإن روح الصمود والتحدي اليمني يزداد صلابة وقوة ونبلاً مستمدة من نبل وسلامة مواقفه الشجاعة لنصرة الإسلام والمسلمين وفي مقدمتهم إخواننا في فلسطين السليبة ولسان حال الجميع يقول سنواصل الحرب المقدسة ضد الصهاينة الملاعين ولن نحفل بالمعاناة والتضحيات ولسان حالنا يقول: لا يهم عدد الشهداء المهم إلا تهدر دماؤهم وإلا تغيب الابتسامة من ثغور أبنائنا وأحفادنا الذين سيواصلون السير في طريق الحق طريق الحرية والعزة والكرامة ولا تهم الخسائر المادية من مقدرات ومباني البنى التحتية، المهم أن يكون موقف اليمن موقف داعم ومشرف قولاً وعملاً إلى جانب فلسطين وضد حرب الإبادة الجماعية التي تتعرض لها من قبل الكيان اللقيط الكيان الصهيوني.
إن أهالي الشهداء الصحفيين والفنيين متأثرون وحزينون على رحيل ذويهم ونحن لا نقل حزناً عليهم.. هم بمقام إخواننا وأبنائنا.. نحن المتبقيون من زملاء الشهداء في صحيفتي "26سبتمبر واليمن" نقول لأسر الشهداء لا تحزنوا نحن بمقام أهلكم وقد كنا وسنظل الأقلام الشجاعة ونقول كلمة الحق والرجال الذين يواسون الجميع ونرفع معنوياتهم، لا تحزنوا لقد قبرتم أحبابكم فأرجعوا لدنياكم.. ولله ما أعطى ولله ما أخذ والله المعين.. "إنا لله وإنا إليه راجعون".
............... يتبع العدد القادم

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا