الكابوس الذي يطارد نتنياهو
تصريحات نتنياهو الأخيرة تكشف حجم القلق الذي يعيشه الكيان تجاه صعود اليمن كقوة مؤثرة في معادلة الصراع فالرجل اعترف صراحة بأن اليمن يشكل تهديداً خطيراً لإسرائيل وأن تطوير قدراته العسكرية يتم بجهود ذاتية مستقلة وهذا وحده كفيل بإرباك منظومة الأمن الصهيوني.
ما لا يفهمه نتنياهو هو طبيعة اليمن إنه شعب لا يخاف من تهديد أو وعيد ولا يتراجع أمام أي عدوان بل يشتد أكثر كلما اشتدت المواجهة، وهذا ما جعل الشعار يتحول من مجرد هتاف إلى رؤية تتربى عليها الأجيال، وتقوي مناعة الوعي الشعبي في مواجهة التضليل الإعلامي الذي يشكل أحد أخطر أسلحة العدو .
إن انزعاج نتنياهو من الشعار لم يأت من فراغ فهو يعرف أن الخطر الحقيقي ليس في السلاح فقط بل في الوعي الذي لا يمكن شراءه أو إخضاعه ولهذا بات اليمن اليوم جزءا من حسابات الردع الإقليمي رغم كل محاولات السعودية و الامارات إعادة التموضع لخدمة المشروع الإسرائيلي في المنطقة.
لقد وصلت تسريبات من مراكز بحث في الأشهر الأخيرة تحدثت عن محاولة سعودية–إماراتية لإعادة بناء محور أمني مشترك مع "إسرائيل"، بهدف مواجهة ما يسمونه "تمدد النفوذ اليمني".
هذه التحركات ليست سوى امتداد لدور قديم لكن بصيغة جديدة وأكثر اندفاعا مدفوعة بضغط أمريكي واضح لإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح تل أبيب.
نتنياهو يدرك أن أي تصعيد قادم لن يكون سهلاً ولذلك يحاول دفع الرياض وأبوظبي إلى الواجهة ليخوضوا عنه ما لا يجرؤ على خوضه مباشرة .
ولأن الوعي اليمني يشكل الحصن الذي فشلوا في اختراقه من خلال الحرب الإعلامية والتي استخدمتها دول العدوان خلال السنوات الماضية لكنها فشلت في كسر وعي اليمنيين.
بل بالعكس فقد عززت الهوية الجامعة، ورفعت منسوب الثقة الشعبية بمشروع الحرية وبنت جيلا محصنا واعيا يقود معركة الدفاع عن الدين و الأرض .
وفي النهاية، فإن استمرار نتنياهو في التحريض لا يعني القوة بل يكشف خوفاً حقيقياً من مستقبل مرعب يقترب من الصهاينة مستقبل يعرف فيه أن الظلم لا يدوم وأن الظالم هو الذي يفتح باب الزوال .





